الحمد لله، لقد خيب الله ظني عندما ظننت، وبعض الظن إثم، أن المباحثات بين أميركا ودول الغرب من ناحية، وإيران من الناحية الأخرى، حول نشاط طهران النووي، سوف تنتهي إلى لا شيء. غير أنها انتهت في اللحظة الأخيرة بشيء وهو الاتفاق الإطاري، أو الإطار الاتفاقي. على أن يستكمل هذا الإطار أو الاتفاق في نهاية شهر يونيو (حزيران) المقبل. أعتذر عن تسرعي وظني الآثم، وأعترف في الوقت نفسه بأنني لم أفهم شيئا من كل بنود الإطار المنشورة. غير أن ما أدهشني هو فرحة الشارع الإيراني بما حدث. أو على الأقل هذا ما فهمناه من بعض الصور والأخبار التي نشرتها وكالات الأنباء. هل معنى ذلك أن الشعب الإيراني فهم من بنود الإطار الاتفاقي أن حكومته انتصرت على «الشيطان الأعظم»، وأن من حقها أن تواصل سعيها للحصول على سلاح نووي؟ أم أنه فرح لأن «الشيطان الأعظم» أرغم حكومته على أن تتخلى عن مشروعها النووي، أو أن تحتفظ به من أجل مشاريعها السلمية تحت رقابة وكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة؟ مستحيل أن يفرح الشارع الإيراني لذلك، والأقرب للعقل أن يغضب الشارع الإيراني في هذه الحالة أشد الغضب، بعد أن ضيعت حكومته كل هذا الوقت والمال، ثم استسلمت لـ«الشيطان الأعظم» في نهاية الأمر. بقي احتمال واحد هو أن الناس هناك فرحون لقرب رفع الحصار الاقتصادي عنهم، مما يعني نهاية معاناتهم المعيشية. سؤال آخر: هل صيغت هذه الاتفاقية الإطارية طبقا للقاعدة الدبلوماسية القديمة أنه لا غالب ولا مغلوب؟.. أو أنه إطار يضمن ألا تفنى الذئاب، وألا تجوع الغنم؟.. وفي هذه الحالة لا بد أن يلح علينا السؤال: من هي الذئاب، ومن هي الغنم في هذا الإطار؟ لقد علمتني تجارب الحياة ألا أفكر في الأسباب البعيدة عند محاولة فهم الأشياء. فعندما أفاجأ بقضية صعبة علي أن أفكر في حلها بأبسط الأفكار. عندك مثلا حكاية تكملة هذا الإطار بحلول نهاية شهر يونيو المقبل.. لماذا يونيو بالتحديد؟ آه.. يا سلام عليك يا سويسرا في شهر يونيو، جو ساحر خلاب صالح كل الصلاحية لمناقشة الأمور النووية. ما أجمل أن تناقش في جو جميل مسائل شديدة التعقيد أنت على يقين من أن الطرف الآخر فيها ليس جادا بأي درجة من الدرجات، وأن يحدث ذلك كله في شهر يونيو الساحر في سويسرا. في نهاية شهر يونيو المقبل، وعليك خير، ستتوصل أميركا ومعها دول الغرب إلى إطار اتفاق نهائي وواضح. أستطيع أن أتنبأ لك منذ الآن بأن كل طرف حينها سيكون واضحا أشد الوضوح. ستتعهد إيران بأن «زنىغفنوةسمتىالرخت».. وأن تعمل على «كلاؤعمطجرلر».. في مدة لا تتجاوز خمسة أعوام. كما ستضمن أميركا أن «ككنخلاوظكةاىفغبلا».. وذلك في حالة التزام إيران بأن «خنةىاتامزنتقبلارهعوىلالا»، وذلك لمدة عشرة أعوام.. أما في حالة أن تقوم إيران بـ«اتوةةلامجحموىلا جلانمات مهىنتلى»، فعلى كل الأطراف أن تجتمع مرة ثالثة لعمل اتفاق إطاري في شهر أغسطس (آب) «برضه» في سويسرا.