حذر الانفصاليون المواليون لروسيا الحكومة الأوكرانية في كييف من فشل عملية السلام، وذلك عقب الانتخابات المثيرة للجدل التي أجريت في شرق أوكرانيا. وقال زعيم الانفصاليين دينيس بوشيلين امس الثلاثاء في تصريحات لمحطة «روسيا 24» الروسية التليفزيونية: إن القيادة الأوكرانية الموالية للغرب «تلعب على عامل الوقت وتضلل المواطنين في حوض دونيتس منذ فترة طويلة». وأضاف بوشيلين: إنهم اضطروا لذلك إلى التصرف وتنظيم انتخابات إقليمية بأنفسهم. ووصف بوشيلين تهديدات الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو بإلغاء قانون يمنح حكما ذاتيا جزئيا لمنطقة شرق أوكرانيا بأنها «نوبة هستيرية» من الدولة. وقال: «لا أعتبر ذلك أمرًا سيئًا لأن القانون لن يسري في كل الأحوال». ويعتزم بوروشينكو التشاور مع مجلس الأمن في كييف حول تراجع محتمل عن القانون، الذي يمنح الانفصاليين حكمًا ذاتيًا جزئيًا لمدة 3 أعوام وعفوًا جنائيا. وقال بوروشينكو في تصريحات للتليفزيون الأوكراني: إن «العصابات والإرهابيين» نسفوا بانتخاباتهم هذا القانون وزادوا من حدّة التوترات في حوض دونيتس بشدة. يذكر أن الانفصاليين المواليين لروسيا أجروا في دونيتسك ولوجانسك انتخابات الأحد لاختيار رئيسيين للمنطقتين. وكان الانفصاليون أعلنوا دونيتسك ولوجانسيك جمهوريتين شعبيتين. وتواجه الحكومة الاوكرانية وضعًا شائكًا يبدو بدون حلّ في مناطقها الشرقية الانفصالية حيث لا تملك الوسائل العسكرية لاستعادتها، لكن لا يمكنها سياسيًا التخلي عنها للمتمردين الموالين لروسيا بعد 6 اشهر من النزاع الدامي. فالانتخابات التي أجراها الانفصاليون في منطقتي دونيتسك ولوغانسك واعترفت بها موسكو كرست على الاقل لسنوات خسارة كييف لهذه الاراضي، بعد شبه جزيرة القرم التي سيطرت عليها روسيا بدون معارك وضمتها الى اراضيها على إثر استفتاء. وبذلك لم تعد استعادة المنطقة الشرقية بالقوة أمرًا واردًا منذ أواخر أغسطس عندما مني الجيش الاوكراني الذي أوشك على خنق التمرد بانتكاسة لدى اصطدامه بهجوم مضاد واسع النطاق شنّه المتمردون المدعومون بحسب كييف والغربيون بقوات نظامية روسية، الامر الذي تنفيه موسكو. وقال اولكسندر سوشكو مدير معهد التعاون الاوروبي الاطلسي في كييف «اذا أعادت كييف اطلاق عمليتها العسكرية سترد موسكو بنشر قوات بعدد كاف لوقفها».