القمة العربية خرجت بحالة جديدة من الاجماع والتوافق العربي، والقمة نجحت في القرارات التي صدرت عنها، ومؤشرات نجاحها نراها ايضا في ردات الفعل السلبية المتوترة الغاضبة في الإعلام الايراني المنتشر في العالم العربي، سواء في جريدة السفير اللبنانية، أو في القنوات العاملة بالأموال الايرانية مثل الميادين والمنار وبقية الفضائيات الصفوية الصريحة. طبيعي أن تتأثر المعنويات وتبرز علامات الاحباط، فالقمة خرجت بقرارات عملية مثل انشاء قوة عربية مشتركة، وخرجت بحالة اجماع عربي مدعوم إسلاميا ضد ايران ومحور الشر الذي تقوده في العالم العربي، وأول الغاضبين حسن نصر الله المتصرف بشؤون الدولة في لبنان، الآن في عز تخبطه وغضبه، لان هذه الروح الجديدة ربما تحيي عروق الدماء العربية في جسد الدولة اللبنانية، فلبنان تحتله ايران وتقوض شرعية الدولة، وحزب الله يسيطر على المشهد السياسي بعد ان قاد الاغتيالات والتصفيات لكل معارضيه. حزب الله وأنصار بشار الأسد مثل طلال سلمان، مرتبكون لان ما حدث في اليمن قد يتحقق في لبنان، فليس بعيدا ان يطلب اللبنانيون من الجامعة العربية التدخل لإعادة الشرعية الى لبنان وتخليصها من مليشيات حزب الله التي تنكرت لحق لبنان في السيادة فتدخلت بشكل سافر الى جانب بشار الأسد لتقود الحرب ضد الشعب السوري، وتحتل البلدات السورية وترفع عليها أعلام ايران وصور الخميني وحسن نصر الله. خطاب حسن نصر الله الذي سبق القمة، وفيه أعطى نفسه حق الاعتراض على عاصفة الحزم واللعب بالأوراق السياسية ويستهدف انشاء وضع جديد للصمود والممانعة حتى يفك الضغط عن ايران في الشارع العربي، وليس بعيدا ان يزج شباب الحزب في حرب مع اسرائيل، ومع الأسف ان حسن نصر الله صوت إيراني يخرج من أرض عربية!! خطاب نصر الله وما ورد فيه من أكاذيب مكررة ملفقة يطرح بقوة مسألة السيادة العربية في لبنان، فهل لبنان بلد (مستقل)، وهل لديه حكومة تعكس إرادة شعبية، أم هو بلد تحتله ايران، كما تحتل بغداد ودمشق وصنعاء؟!. التدخل العربي لإنقاذ الشرعية في اليمن وإنقاذ عروبة اليمن، يؤسس لحالة جديدة في العمل العربي المشترك، فقد وضع العالم العربي أمام حقائق مصيرية جديدة. لقد أصبحت الدول العربية بين كماشتي قوميتين عدميتين صهيونية يهودية، وفارسية صفوية، وكلاهما تستدعيان التاريخ بشكل انتقامي دموي لأغراض سياسية بحتة، وتحشران الدين في لعبة السياسة بشكل محترف بارع. ايران وإسرائيل تتقاطع وتتلاقى مصلحتهما على تدمير الدول العربية، وهذا ما أشار اليه بوضوح بيان القمة العربية الاخيرة، فكلاهما لديهما الخبرة في تأسيس جماعات الارهاب والاغتيالات، فالعصابات الصهيونية يحفظ لها التاريخ دورها الحيوي في انشاء دولة اسرائيل. العصابات الصهيونية اغتالت البريطانيين، وهجّرت اليهود العرب الى فلسطين عبر الاعمال الإرهابية، وهو الآن ما تفعله ايران، تفجر مراقد الشيعة في العراق حتى تسرع تدميره، ونجحت في المهمة. كما سهلت ومولت عمليات القاعدة ثم داعش بكل براعة لا يجيدها إلا المحترفون المتمكنون من الشر. تأسيس القوة العربية المشتركة لها ايجابيات عديدة تتجاوز الأبعاد الأمنية، فالعمل العربي المشترك سوف يعزز توسيع مشاريع الصناعات الحربية، وهذه سوف تفتح فرص الاستثمار الصناعي وتوجد فرص العمل للموارد البشرية، وهذه قيمة مضافة أخرى للعمل العسكري العربي، وشكرا للشدائد والمكائد الإيرانية التي جمعت العرب على مصير مشترك.