قال نائب وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري، لـ«عكاظ» إن منبر الجمعة وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وتأليف قلوب الناس بالكلمة الطيبة، كونها رسالة نبوية سامية تقوم على المودة والرحمة والرفق بالمجتمع والتلطف بجماعة المصلين لإصلاح ما يمكن إصلاحه بمنهج الحب والشفقة لا التشهير والفضح والاستفزاز. ودعا الخطباء إلى الاقتداء بالنبي عليه الصلاة والسلام عندما كان يقول (ما بال أقوام يقولون كذا أو يفعلون) دون ذكر أسماء أو مؤسسات أو مناسبات، مجددا تأكيده على الخطباء بعدم الاعتداء في الدعاء خصوصا الدعاء على مخالف أو مختلف لم يثبت شرعا جواز الدعاء عليه، مؤملا أن يحل الدعاء بالهداية إلى الحق محل الدعاء على الخلق دون ضوابط. وأوضح أن الوزارة حريصة على أن يكون للخطباء وللمنبر بشكل عام تأثير إيجابي على المتلقين، وهذا التأثير الإيجابي بلا شك ينعكس على المجتمع، لافتا إلى تبني الوزارة إصدار توجيهات بين الحين والآخر لكافة الفروع للتأكيد على الاهتمام بخطبة الجمعة، وحث الخطباء على التركيز على الموضوعات المهمة كالتوحيد وبيانه والدعوة إليه، والحفاظ على الأمن ووحدة الصف وعدم التفرق، والتركيز على تعزيز الوسطية والاعتدال وترسيخ مفهوم الانتماء والمواطنة وإيضاح حقوق ولاة الأمر، والبعد عن كل ما يزيد من حدة الصراع والخلاف بين أفراد المجتمع، ومعالجة المشكلات، مبينا أن الوزارة تذكر دوما بأن المسجد مصدر لتوحيد الكلمة، وجمع الصف، وليس مصدرا للفتنة والتناحر. وكشف السديري عن إقامة مجموعة من البرامج الفكرية والتوعوية منها برنامج (التأصيل الشرعي لفقه الانتماء والمواطنة) لمواكبة مستجدات المرحلة في ترسيخ الوسطية وتحقيق الانتماء والمواطنة، وإجلاء الشبهات التي تتخطف شباب المسلمين وخاصة شبهات الغلو والتكفير لتحصين الشباب بالعلم الشرعي وفق معتقد أهل السنة والجماعة، لافتا إلى إقامة ما يزيد على 500 ندوة في جميع مناطق المملكة، شارك فيها مجموعة من أعضاء هيئة كبار العلماء والدعاة، وجميعها تهتم بقضايا التكفير والجهاد والإمامة والاحتساب والوسطية والغلو وغيرها، إضافة إلى أكثر من (1000) ندوة ومحاضرة في الدور النسائية لتحفيظ القرآن الكريم وغيرها من البرامج، وتقديم أكثر من (11183) برنامجا ونشاطا بالتزامن مع عمليتي «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل»، واصفا الفعاليات بأنها حققت نجاحا باهرا، إذ ظهرت ثمرتها ونتائجها خلال فترة وجيزة، وهذا يدل على وعي واهتمام خطبائنا وإحساسهم بالمسؤولية تجاه دينهم ووطنهم. وشدد السديري على أن منهج الوزارة واضح، وهو الالتزام برسالة المملكة الوطنية المعتدلة، وتعاملها مع أبناء الوطن دون تفرقة بينهم، مضيفا: الوزارة لن تدخر جهدا أو برنامجا وكل ما من شأنه توعية المواطن بحقوق دينه ووطنه، كما تحرص على أن يغطي برنامج التأصيل الشرعي لفقه الانتماء والمواطنة كافة المناطق والمحافظات وفق جدول زمني محدد، مع التنوع في الطرح وتقديم المعلومة بشكل ميسر، كما أطلقت الوزارة عدة برامج عبر المسار الإلكتروني في معهد الأئمة والخطباء التابع لوكالة شؤون المساجد والدعوة والإرشاد.