×
محافظة الرياض

"البلديات" تقيم حفلاً تعريفياً بالملتقى الخليجي لإدارة وتدوير النفايات

صورة الخبر

عادت المبادرة الفرنسية الساعية إلى عقد مؤتمر دولي حول القضية الفلسطينية، تكتسب حضوراً في الساحة الإقليمية، محفوفة بالكثير من المواقف المرحبة والحذرة معاً، ورغم ذلك فقد افتتح المسؤولون الفرنسيون حملة علاقات عامة للترويج لمبادرتهم، ويعرضونها بتشويق على كل زوار باريس لضمان الحضور في المؤتمر الذي يُفترض أن يُعقد الصيف المقبل على الأراضي الفرنسية. فحوى المبادرة، يقوم على محاولة جمع الفلسطينيين، وكيان الاحتلال في لقاء دولي كبير، يشبه في طقوسه مؤتمر مدريد الذي انعقد عام 1991، وحاول أن يقيم سلاماً دائماً في الشرق الأوسط، يسمح باندماج إسرائيل في المنطقة، فتصبح دولة فوق العادة. وبعد ربع قرن من ذاك المؤتمر، ها هي إسرائيل كيان فوق المساءلة، ولخدمة أمنها ومشروعها تصطنع الأزمات والحروب، أمّا الفلسطينيون فلم يجنوا شيئاً طوال العقدين الماضيين، وحتى السلطة الوطنية التي ولدت من اتفاقيات أوسلو، أصبحت الآن كأنها بطل روائي، يحكي قصة محاولة لبناء دولة فلسطينية عاصمتها القدس، ولم يتحقق شيء من ذلك، فالسلطة لم تعد لها فاعلية في الواقع، بعدما أنهكتها التجاذبات العربية والانقسام الداخلي، والتخلي الدولي والأمريكي بالخصوص. ضمن هذه المعادلة غير المتوازنة تدخل المبادرة الفرنسية بحظوظ معدومة تقريباً، فالتحرك الفرنسي جاء بعد انحسار الدور الأمريكي في الوساطة بين طرفي الصراع، الفلسطينيون والكيان الصهيوني. ومنذ استقالة مبعوث واشنطن للشرق الأوسط جورج ميتشل، قبل خمس سنوات، لم يعد يسمع أي حديث أمريكي عن السلام في الشرق الأوسط، وحتى توني بلير الذي لعب دور مبعوث اللجنة الرباعية استقال بدوره، ولم يعرف في ما أنفق السنوات التي قضاها على رأس تلك اللجنة العتيقة. وكل العناصر المطلوبة لنجاح المبادرة الفرنسية غير متوفرة بالحد الأدنى. فكيان الاحتلال لا يريد التعامل مع هذه المبادرة، وهاجمها منذ الوهلة الأولى التي أُعلنت فيها العام الماضي. أما الجانب الفلسطيني، باستثناء الترحيب التقليدي الذي يصدر من السلطة في مثل هذه المناسبات، فأبدت فصائل أخرى ومنها حماس رفضها، كما أن الشارع الفلسطيني الذي يشهد يومياً عمليات إعدام، بات مقتنعاً بأن العالم تخلى عنه ويتاجر بقضيته، لذلك لم يعد يأبه بما يدور بين العواصم من حديث عن مبادرات تنتهي في الغالب لغير صالحه، وما يساعد في تعميق الإحباط الفلسطيني الوضع العربي الذي يعاني ضعفاً وتراجعاً غير مسبوقين. وحين يتم جمع هذه العوامل ووضعها في طريق المبادرة الفرنسية، يمكن الحكم المسبق بأن بلوغ أهدافها سيكون أشبه بالمستحيل، وستنضم لاحقاً إلى متحف المبادرات الغربية والعربية لحل الصراع في فلسطين. مبادرة فرنسا الجديدة ليست سابقة في مجالها، فقد أعلن الرئيس السابق نيكولا ساركوزي مبادرة عام 2010 تحدثت عن عودة المفاوضات على أساس دولة للفلسطينيين على حدود يونيو/حزيران 1967، لكن كيان الاحتلال المدعوم أمريكياً رفضها بشدة، فسقطت المبادرة من وقتها، لينشغل ساركوزي لاحقًا في الربيع العربي وفي الحرب الليبية تحديداً. واليوم ها هي فرنسا في عهد فرنسوا هولاند، قبل نحو عام من انتهاء ولايته، تعلن مبادرة جديدة، ستظل مادة إعلامية، ولن تستطيع أن تكون عملية لانعدام البيئة الضامنة لتحركها، ولن يُستبعد أن يكون مصير الثانية كالأولى. وفضلًا عن الصلف الصهيوني، سيكون للانتخابات الأمريكية هذا العام دور آخر معطل، وربما تطلب واشنطن من باريس تأجيلها لما بعد الانتخابات، وقد يحدث توافق دولي حول هذه النقطة، ربما لحفظ ماء وجه فرنسا، التي تحاول أن تجرب اللعب منفردة في قضايا بالغة التعقيد، مثل القضية الفلسطينية. Chouaibmeftah@gmail.com