×
محافظة المنطقة الشرقية

صالح كامل يتدخل لتقريب وجهات نظر أعضاء غرفة مكة

صورة الخبر

بودّي – واعتذر للقراء على التكرار – أن أعود إلى مقالتي في الأسبوع الماضي عن اسم الهلال والبدر. فقد تلقيتُ رسالة نصية من زميل في " عكاظ " قال فيها إن الناس يتبركون باسم " بدر" لأنه من أسماء الرسول عليه الصلاة والسلام، واستدل بذلك من نشيد " طلع البدر علينا " . ولا تتسع الرسالة النصية كي أقول إن الأنشودة تدور حولها شكوك. منها أن ثنيات الوداع هن في طريق القادم من الشام. وإيماننا واف بأن الأنصار رضي الله عنهم رحبوا بمجيء محمد عليه السلام، ولا جدل في الواقعة على الإطلاق. ولكن أن يتبع ذلك تسمية الرسول عليه السلام باسم بدر فهذا ارتياب أو سوء نقل، أو إبهام أو شك أو التباس أو تردد. والنشيد ذاته لم يتسع لموافقة علماء كثر وشيوخ. وأقول شخصيا إن البيت الثالث أو هو الرابع يقول: جئتَ شرّفت المدينة، والرسول عليه السلام هو الذي أطلق اسم المدينة على"يثرب" فكيف يأتي بالنشيد الترحيبي اسم موقع لم يُطلقهُ الرسول بعد. وما دام الأمر يتعاطى نشيدا وكلمات ترحيب لا تدخل في أصل الدين والرسالة فالمسألة يمكن أن تكون اجتهادا من مؤلفي المدائح القدماء، ولم يزعج الرواة والمدونون أنفسهم ليتأكدوا من صحة الأبيات وعددها ومن قالها أو ألفها. والأطرف أنني تلقيتُ نصا في تويتر يقول " الكاتب ماعنده سالفة" من واحدة اسمها " بدور" وكان اعتراضي على "جمع " بدر، وليس على الضياء والنور. لكنها لم تُدقق. ابن القيّم-رحمه الله- في زاد المعاد، نظر إلى الرواية من ناحية المتن، وأكد بأن هذه الأنشودة قد قيلت عقب عودة الرسول عليه السلام من غزوة تبوك في السنة التاسعة للهجرة، وليس كما هو شائع. ويدلل على قوله بأن ثنية الوداع ليست من طريق القادم من مكة جنوبا، بل من طريق القادم من الشام وتبوك شمالا، ويبدو أن ابن القيم قد اعتمد ما في البخاري من استقبال بعض أهل المدينة للرسول وهو عائد من تبوك عند ثنية الوداع، فجمع بين الروايتين، وخطّأ من قال بأن النشيد قيل في الهجرة ولا أقف مع من يظن أن بدر من اسماء رسول الله عليه السلام، وإلا لجاء في التنزيل الحكيم مثل "محمد وأحمد".