فاصلة: (ليس ثمة بلاد أحلى من الوطن) (حكمة يونانية) لم تكن تغريدة اعتيادية تلك التي غرد بها المبدع «أحمد أبو دهمان» في حسابه التويتري حين قال «ليس أعظم من أن تصحو على وطن شجاع» في وسم «عاصفة الحزم»، الذي سجّل رقماً قياسياً في التداول والانتشار. قبلها كنا نتحدث كطلاب بقلق عما يحدث في اليمن، ونتحدث بأمل عن حدودنا، عن أرضنا، لم تكن التفاصيل تعنينا ونحن في الغربة، كان القاسم المشترك هو الوطن. يختلف الأمر تماماً حين تكون خارج وطنك، تربكك الأخبار وتنقلك عبر مساحات من القلق، لا تطيق معها الصبر. وأنت خارج الوطن تعيشه، تتنفسه، وتصبح التفاصيل الصغيرة التي لا ينتبه إليها من يعيش على أرضه بالنسبة لك آمالاً عراضاً، لا تضاهيها رغبات عارضة. لذلك كان صباحاً مبهجاً أن أقرأ تغريدة «أبو دهمان» لتختصر لي ماذا فعل وطني، وكيف حول صبحنا في 26 مارس إلى تاريخ مزدان بالشجاعة. لا يمكن لمفردة واحدة أن تختصر مسافات وأزمنة مختلفة مثل «الوطن».. من له وطن شجاع له أرض، له سماء، له أهل، له عزة وكرامة. لا أعرف لماذا تذكرت طفولتي ونشيدنا الوطني، وبدأت أستمع إلى الأغاني الوطنية. كان صباحاً مختلفاً عما سواه، رأيت فيه وجه أمي الباسم ويديها المرفوعتين إلى السماء، تدعو وتبتهل. هل كان وجه أمي أم الوطن؟ كلاهما روح صافية، تبعث فينا الأمل، تجدده، تخبرنا بأنا دوماً بخير.