×
محافظة الرياض

«بي آر أرابيــا» تدير حملة الاتصالات والتسويق الإعلامية لمعرض «أكسس» التاسع للسيارات الفاخرة

صورة الخبر

عبدالله الهامي: نحن لا نذهب لما هو معروف وإنما نغوص في أعماق مشاريع الخدمة الإنسانية على مستوى العالم.. بهذه الكلمات استهل الأمين العام لجائزة عيسى لخدمة الإنسانية علي عبدالله خليفة، حديثه لـالأيام. وأشار إلى أن مُسمى الجائزة يشير إلى قامة كبيرة بنت نهضة البحرين الحديثة واستكملت استقلالها، ما يُعتبر رمزاً للخدمة العامة وروحاً للعمل الإنساني، بدليل مكانته الخاصة في قلوب جموع الناس والملوك والرؤساء، لذلك فإن مجلس الأمناء يسعى بالدرجة الأولى لأن تكون الجائزة عالمية، تعلي من قيمة العمل الإنساني وتحتفي بمن يسهم في خدمة البشرية. وأضاف الأمين العام، أن الجائزة تعبّر عن العالم بأكمله إذ تضم في لجنة ترشيحها المعنية بالنظر في الطلبات المتقدمة واختيار الفائز منها، أعضاءً من كافة قارات العالم بما يعكس تفرّد هذه الجائزة واختصاصها في مجالات الخدمة الإنسانية الإحدى عشر. وأوضح أن الجائزة أصبحت مطروقة على مستوى الجوائز العالمية، ومحل إقبال كثير من روّاد الخدمة الإنسانية سواءً من الأفراد أو المؤسسات والمراكز البحثية والجامعات. وعلى صعيد الزيارات الميدانية للأعمال الأبرز ترشحاً لنيل الجائزة.. قال الصعوبة دائماً تكمن في أن تتواجد بكامل قواك وحواسك أمام مثل تلك الأعمال الإنسانية، التي تحمل بداخلها مزيج من المعاناة الإنسانية والعطاء والإشراق في الوقت نفسه. وشدد على أن جائزة عيسى لخدمة الإنسانية هي رسالة موجهة لعامة الناس، لذلك فإنها لا تأخذ في اعتبارها ماهية اللون أو الجنس واللغة والفئة، كما أنها لا تعبّر عن انتماءات حزبية أو مؤسسات حكومية، وإنما هي دافع ومحفّز للدفع بمشاريع الخدمة الإنسانية في العالم أجمع، متمنياً للوطن العربي أن يزخر بمثل تلك الأعمال التي يتعدى نفعها لفئات أكبر من البشر. ويأتي ذلك الحديث الصحفي بالتزامن مع حفل تكريم د.أشيوتا سامنتا الحائز على لقب الدورة الثانية للجائزة، خلال احتفالية كبيرة برعاية جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، اليوم 3 يونيو بمركز عيسى الثقافي. وفيما يلي نص الحوار كاملاً.. ] بدايةً.. لا يزال الكثير يسأل، كيف عثرتم على الفائزة بالدورة الماضية د.جميلة محمود والفائز الحالي د.أشيوتا سامنتا؟ - نحن لا نذهب لما هو معروف وإنما نغوص في أعماق مشاريع الخدمة الإنسانية على مستوى العالم، وذلك من خلال السياسة العامة التي وضعها مجلس الأمناء بعضوية كبار الشخصيات من الوزراء وغيرهم. ونفتح باب التقدم للجائزة مباشرة بعد حفل التسليم الذي يتم برعاية جلالة الملك، إذ نستقبل الترشيحات من خلال البريد العادي والإلكتروني والموقع الذي عملت على تطويره والترويج له أكثر من شركة، حتى أصبح مطروقاً في العالم. كما أن كل عضو من أعضاء لجنة الترشيح التي تمثّل كافة قارات العالم يجتهد في أن يعرّف اللجنة بما في قارته، وذلك بخلاف مكاتباتنا للجامعات ومراكز الأبحاث حول العالم لعرض المشاريع الإنسانية والتدليل عليها، إذ أنه خلال الدورة الحالية قامت الأمانة العامة للجائزة بمراسلة أكثر من 600 جهة في الوطن العربي والعالم. ] من أين انبثقت جائزة عيسى لخدمة الإنسانية ؟ - برؤية ثاقبة من لدن جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أصدر الأمر الملكي رقم (9) لسنة 2009 بإنشاء جائزة عيسى لخدمة الإنسانية، والتي تحمل اسم سمو الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه. وجلالته حينما وجّه بإنشاء هذه الجائزة، إنما يدلل على مكانة تلك الشخصية الكبيرة التي استكملت استقلال البحرين دون قطرة دم، وذلك في حد ذاته يعطي رمزية للأسلوب السمح والمنحى التسامحي والأخلاقي في التعامل مع الأمور بكل حكمة واقتدار. وهو حقيقة أمير عربي ترك بصمة وأثر في قلوب الناس، تولّدت من خلال تعامل الحاكم مع شعبه.. ما جعل له مكانة خاصة عند الناس، عوضاً عن الملوك والرؤساء. وكان سمو الأمير الراحل فاتح مجلسه لكل الناس دون أي بروتكولات، وإنما خارج نطاق المواعيد امتداداً من الأسلوب العربي القديم المتداول والمعبّر عن عمق البساطة في التعامل، فحتى في مرضه وبالرغم من نصح الأطباء له بألا يستقبل ذلك الكم من الناس.. لم يقلل ذلك من حضوره الكبير في قلوب الجميع. والعمل الإنساني والخيّر يكمن في روح وقلب الإنسان، لذلك فإن سمو الأمير الراحل كان وسيع الصدر ومحب للآخرين وودود وبسيط، إضافة إلى مواقفه الكثيرة التي سُجّلت في عهده بتعامله مع الناس وسؤاله عن الآخرين ومعرفتهم وتبسّطه معهم خارج نطاق الرسميات والبروتكولات. سمو الأمير الراحل هو باني نهضة البحرين الحديثة ومؤسس الدولة.. وفي عهده تطور الاقتصاد وأنشئت المؤسسات والبنوك الكبرى والمدن السكنية والمستشفيات، وكل ما هو موجود في الزمن الحاضر بدأه سمو الأمير الراحل. ] مصطلح "الخدمة الإنسانية" فضفاض نوعاً ما.. فكيف يمكن حصره ؟ - أن تقدم مشروعاً شاملاً لكل الناس دون النظر للفئة أو الجنس، وكلما كان يشمل فئة أكبر من البشرية كان مشروعاً ناجحاً، لذلك حددت الجائزة 11 مجالاً لخدمة الإنسانية: -الإغاثة والتصدي للكوارث - التعليم - خدمة المجتمع -الحوار بين الحضارات -تعزيز التسامح الديني -تعزيز السلم العالمي -التحضر المدني - العناية بالبيئة والتغير المناخي -الإنجاز العلمي -التخفيف من وطأة الفقر والعوز -مفتوح لأية مجالات أخرى ] للجنة الترشيح الدور الكبير في المساهمة بتسمية المشروع أو الشخصية التي ستحوز الجائزة.. فما آلية عملها؟ - بحسب نظام الجائزة التي تمنح مرّة كل سنتين، تشكّل لجنة الترشيح كل سنتين.. وتمثل بداخلها جميع قارات العالم، ولأعضائها مواصفات معينة من بينها أن يكون قد عمل في العمل الإنساني وله علاقة بعمل الأمم المتحدة في مجالات الخدمة الإنسانية البشرية. وعلى سبيل المثال فإن رئيس لجنة الترشيح هو رئيس التحكيم الدولي والقانون الدولي العام البروفيسور يان بولسون من دولة السويد، عوضاً عن وزيرة التنمية الإجتماعية السابقة د.فاطمة بنت محمد البلوشي والأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة بالمغرب محمد بن عيسى، وبقية الأعضاء من أفريقيا وآسيا وأوروبا الشرقية وكل القارات، والهدف من ذلك هو أن يتمثل العالم في اختيارنا. ونجمع الترشيحات لتقوم الأمانة العامة بفرزها واستبعاد ما لا يطابق الشروط المطلوبة والابقاء على المستوفي منها، وتخرج في اجتماعها الأول بقائمة مختصرة بها خلاصة الترشيحات. وفي الاجتماع الثاني تكون القائمة أكثر اختصاراً بحيث يستخلص منها ثلاثة مترشحين يتم رفعهم لمجلس الأمناء، والذي بدوره يكلف الأمانة العامة بالقيام ببحث ميداني يضم قانوني وعضو من الأمانة العامة وآخر من لجنة الترشيح، لزيارة أولئك المترشحين لتقديم تقرير مفصل عن كل مشروع، وذلك للتأكد من طبيعته وما يميزه عن الآخر، وتقدم تقريرها لمجلس الأمناء لتحدد الفائز بجائزة عيسى لخدمة الإنسانية. ] حدّثنا كيف تستقبلون تلك المشاريع الإنسانية خلال زياراتكم الميدانية لها ؟ - الصعوبة دائماً تكمن في أن تتواجد بكامل قواك وحواسك أمام مثل تلك الأعمال الإنسانية التي تحمل بداخلها مزيجا كبيرا من المعاناة الإنسانية والعطاء والإشراق في الوقت نفسه، فعلى قدر البؤس والعوز الذي تراه، هناك من يحمل الشعلة ليضيء حياة أولئك الموجودين على هامش الحياة. وفي باكستان رأينا الأطفال الذين يتم التخلي عنهم، هذا بخلاف البنات التي لا يزال يتم وأدهم في الهند وكأننا لازلنا نعيش في صدر الإسلام، فيأتي ذلك الإنسان الخيّر ليأخذهم ويربيهم ويتكفّل بهم. المناظر التي نراها متعبة نفسياً، وتجعلنا نتساءل عن ماهية ذلك العالم الذي يحمل بداخله قدراً من البؤس والمرض، إلا أنه يواجه بإشراق ذلك الكائن البشري الذي يفيض بالرحمة والعطاء. ] وماذا عن د. أشيوتا سامنتا الفائز بالدورة الحالية ؟ - إنسان بسيط يعيش في شقة مؤجرة تقتصر على غرفة واحدة وصالة، لكنه في المقابل يأوي حوالي ربع مليون فرد من أعمار مختلفة، يُسكنهم ويعلمهم وحينما يكبرون يزوّجهم. هو شخص غير متزوج وباذل حياته من أجل إيمانه بذلك العمل الإنساني، فيكفيك أن ترى القدور الإلكترونية الضخمة التي يطبخ في الطعام لإشباع ذلك العدد الذي يُرى على مد البصر. كما أنه أكاديمي عصامي ومتواضع أسّس خدماته الإنسانية المتطورة بكفاح متواصل وسعى إلى خلق عالم خالٍ من الفقر والجوع والجهل، وعمل على احتضان المعدمين وأبناء القبائل الفقيرة وتوفير فرص حياة متكافئة لهم بحيث أصبح مشروعه واحداً من المشاريع العملاقة، التي توفر في شرق الهند التعليم والسكن المجاني، إلى جانب سبل الراحة بأحدث ما توصل إليه العلم من تقنيات ضمن حرم جامعي مستقل يضم أكثر من ربع مليون من الأطفال والشباب الذين ينتمون لأفقر المجتمعات القبلية في إنجاز متفرد لا مثيل له على مستوى العالم، وقد أعطى الدكتور سامنتا بذلك مثالا يحتذى به في فن العطاء والبذل ونكران الذات. ] هل بنظركم وطننا العربي يفتقر لمثل تلك العطاءات ؟ - نتمنى أن تفوز شخصية عربية بالجائزة، وحينما ننظر للعالم بشكل عام نرى أن العمل العربي لم يصل إلى تلك المشاريع الضخمة التي نراها في أرجاء العالم، أو ربما هناك أشخاص ولكننا لم نكتشفهم أو نصل إليهم بعد. وفوق ذلك يجب التأكيد على أن الوطن العربي مليء بالعطاءات والأعمال الإنسانية الرفيعة، فالدكتور عبدالرحمن السميط كان أحد أبرز المترشحين في الدورة الأولى للجائزة، ولا زال لدينا أمل في عالمنا العربي. وخلال هذه الدورة ذهبنا لباكستان والهند.. وأمام ما رأيناه من مشاريع مهولة، تمنينا لو أن في بلادنا العربية مشابه لها، ولا أقلل من قيمة ما هو موجود في البلاد العربية، فمثلاً أن يؤوي رجل لوحده ربع مليون شخص ويسكنهم ويأكلهم ويعلمهم ويزوجهم هو أمر خارق بحد ذاته. ومن ضمن المواقف الراسخة في تلك الزيارات الميدانية، توجّهنا لرجل باكستاني يعيش في أوساط مسلمة تماماً، لقي بنت على الحدود "بكماء" وفهم منها أنها ليست مسلمة بل هندوسية، فتكفّل بها وبنى لها معبداً هندوسي تتعبد فيه وسط الآلاف من المسلمين. ] كيف كانت نسبة الترشيحات للدورة الحالية مقارنة بسابقتها ؟ - نسبة الفارق بين الدورتين كبيرة، ففي الأولى بدأنا بداية بسيطة. ولم تكن الجائزة معروفة لذلك وصل عدد المترشحين حوالي 100، إلا أنها اليوم تعدت الألفين طلباً، لذلك أرى أنه مع الترويج للجائزة فإن العدد في ازدياد. ولا ننتظر ترشيحات الآخرين ولكننا نتواصل مع مراكز الأبحاث، عوضاً عن أن عضو لجنة الترشيح يأتي ولديه مجموعة من المراكز الموجودة في قارته، فتقوم الأمانة العامة بمكاتبتهم ومخاطبتهم. ومن خلال رصد الأمانة العامة للترشيحات التي تلقتها، فإن أكثر نسبة سجّلتها جاءت من آسيا وأفريقيا في مختلف مجالات الجائزة. ] لكلّ مشروع رؤية ورسالة يسعى القائمون عليها إيصالها.. فما رؤية الجائزة ؟ - نريد بالدرجة الأولى أن تكون الجائزة عالمية، تعلي من قيمة العمل الإنساني وتحتفي بمن يسهم في خدمة البشرية، لذلك فإن مجلس الأمناء برئاسة سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة اتخذ منحى بأن تكون هذه الجائزة فريدة من نوعها، فالجوائز اليوم تملأ كل مكان بمختلف تخصصاتها، إلا أن "جائزة عيسى لخدمة الإنسانية" الوحيدة في الوطن العربي التي اختطّت لنفسها ذلك الطابع الإنساني، دون النظر للجنس واللغة والدين والعرق. وذلك ما جعل الجائزة عبارة عن مظلة شاملة للبشرية والإنسانية بلا حدود، إذ لا يعنيها أبداً الانتماء الحزبي أو الجهة الحكومية وإنما هي رسالة موجّهة لعامة الناس، فمن الممكن أن يحوز عليها فرد أو مؤسسة أو جامعة أو حتى مشروع.. وبابها مفتوح على مصراعيه لكل من يقدم خدمة إنسانية للبشرية. وحينما تسلّمت د.جميلة محمود الجائزة.. سألت القائمين عليها، هل هناك شروط تفرض على الفائز، كأن تروّج للبحرين أو ما شابه، فكانت الإجابة بـ "لا" هو دافعاً لتخصيصها جزء من المبلغ المالي الممنوح لها، لتقيم مؤسسة تعنى بالعمل الإنساني على مستوى الخليج العربي بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية. ] وماذا عن حفل تكريم الحائز على الجائزة ؟ - التكريم سيكون اليوم - 3 يونيو - من خلال الاحتفاء به برعايةٍ كريمة من لدن جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وذلك في احتفالية كبيرة يُعرض فيها فيلم ميداني يحكي عن حياة الفائز، ويتسلّم جائزة مالية قدرها مليون دولار إضافةً إلى ميدالية ذهبية وشهادة تقدير ملكية.