تواصلت المواقف في لبنان حول عملية «عاصفة الحزم» العسكرية في اليمن. وسجل اعتصام بضع عشرات من الاشخاص في محيط السفارة السعودية لدى لبنان احتجاجاً وسط اجراءات امنية مكثفة. وأكد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان أن «أمن الدول العربية والأمن القومي العربي خط أحمر، ولن نسمح لأحد أن يتجاوزه أو يتجاهله أو يتلاعب به تحت شعارات واهية». وحيا «المملكة العربية السعودية على قرارها الشجاع الذي ينم على الوعي العربي والإسلامي الصحيح والواضح والذي تجلى بمشاركة الإخوة العرب بدعمهم ووقوفهم إلى جانب القرار الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وإلى جانبه شقيقه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وإخوانه في مجلس تعاون الخليج العربي والأردن والمغرب». ونقل نقيب الصحافة عوني الكعكي عن المفتي بعد زيارته ووفد مجلس النقابة «أن المصلحة العربية فوق أي اعتبار». وأكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس «أننا متمسكون بالشرعية الدستورية لكل دولة وبعدم الاعتداء على سيادة الدول، ونتمنى من الأطراف المشاركين في الحكومة الانضباط تحت سقف هذا الموقف، لأن فيه مصلحة للبنان». وكشف «أن رئيس الحكومة تمام سلام أعطى وزير الخارجية جبران باسيل الذي كان يشارك في اجتماع وزراء الخارجية العرب، تعليماته، وأبلغه أن في حال كان هناك إجماع عربي على الغارات، فنحن لن نخرج عنه، أما إذا كان اعتراض من أي دولة، فإن لبنان ينأى بنفسه». وإذ أكد أن «مداخلة سلام في اجتماع القمة العربية ستكون من ضمن هذا الجو». وأمل بأن «تبقى الأمور في لبنان مضبوطة تحت سقف موقف الحكومة. صحيح أن البعض استنكر والبعض هلل للحملة السعودية، لكن ليبق الوضع هكذا والأنسب لنا الجلوس في الظل». وثمن نواب قضاء المنية الضنية أحمد فتفت، كاظم الخير، وقاسم عبد العزيز «القرار الجريء والشجاع والحكيم الذي اتخذه الملك سلمان بن عبد العزيز، بقيادة الحملة العسكرية التي تقودها المملكة بمشاركة الدول العربية والإسلامية». وأثنوا في بيان «على هذه الخطوة الجريئة والتي تفاعل معها الشارع العربي إيجاباً». ولفت نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان إلى أن «ما يجري في اليمن لا يقبله عقل ولا دين ولا ضمير ولا إنسانية فلا يعقل أن تقوم 185 قاذفة للموت بصب غضبها على صنعاء وجوارها فتحصد الأبرياء الآمنين». وشدد على أن «أهل اليمن عرب ومسلمون وعلينا أن نحافظ عليهم، واليمن ليس إيرانياً ولا أجنبياً، فهو عروبي». وكان رئيس حزب «القوات» اللبنانية، سمير جعجع نوه «بالخطوة السعودية لحماية الشرعية اليمنية»، مشدداً على أن «التدخل السعودي لم يحصل انطلاقاً من نوايا أو أطماع معينة بل جاء في المكان والزمان الصحيحين كخطوة إنقاذية لمصلحة الشــعب اليمني وشعوب الخليج». وأمل الوزير السابق فيصل كرامي بـ «أن تنتهي الأزمة اليمنية سريعاً وإجراء حوار، وألا تكون هذه الأزمة بداية لأزمات نعاني تردداتها في العالم العربي عموماً وفي لبنان خصوصاً»، متمنياً على «اللبنانيين أن يحيدوا بأنفسهم عن كل المواقف، لأن أي سياسي أو أي زعيم لبناني لن يستطيع أن يغير مجرى الأحداث في عالمنا العربي، لذا فليرحمونا ويرحموا الشعب اللبناني من تشجنات نحن في غنى عنها».