اعتبر وزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق، قتال «حزب الله» في سوريا، أنه يؤسس لنزاع تاريخي، وأكد أنه لا يوجد في لبنان منطقة فيها خطوط تماس سوى بلدة عرسال الحدودية في البقاع، محملا المسؤولية لـ«حزب الله»، والتيار الوطني الحر، اللذين رفضا نقل مخيمات اللاجئين السوريين تحت عناوين مختلفة منها الهوس بالتوطين. وفيما اعتبر المشنوق أن زيارته التي تستمر أياما عدة إلى واشنطن، تساهم في «إعادة وزارة الداخلية إلى الخريطة الدولية»، أشار إلى أنها ستركز بالدرجة الأولى ومن خلال لقاءاته مع المسؤولين الأميركيين على نقطتين أساسيتين، هما: «تدريب عال، وتطوير تكنولوجي للأجهزة الأمنية، خصوصا أن الحرب التي يخوضها لبنان لها طبيعة مختلفة وتحتاج إلى أمور محددة منها التدريب ورفع مستوى التقنيات». ولفت المشنوق في لقاء جمعه مع صحافيين لبنانيين مقيمين في واشنطن، إلى أن تغيير السفير الأميركي لدى لبنان لن يؤثر على مستوى العلاقات اللبنانية الأميركية، مشيرا في هذا الإطار إلى أنه سيطلب من المسؤولين الأميركيين الإسراع بتسمية سفير جديد. وتطرق اللقاء أيضا إلى الوضع اللبناني الداخلي في ظل التحديات الأمنية التي يواجهها، فأكد وزير الداخلية أن الحكومة اللبنانية نجحت في تحصين لبنان وحمايته من انتقال الحريق المحيط به، مشيرا إلى أن «العمليات الاستباقية لمحاربة الإرهاب مهمة جدا ونحن نجحنا في الكشف المسبق عن 3 منها». وأضاف: «لا يوجد في لبنان منطقة فيها خطوط تماس سوى بلدة عرسال الحدودية، محملا المسؤولية لـ(حزب الله)، والتيار الوطني الحر برئاسة النائب ميشال عون، اللذين رفضا نقل المخيمات الحدودية تحت عناوين مختلفة منها (الهوس بالتوطين)»، مشيرا إلى أنه «يتم العمل على تشجيع السوريين لمغادرة عرسال إلى مخيمات البقاع، لكن الأمر بحاجة لدعم مادي وهو ما سنسعى لتأمينه في مؤتمر المانحين في الكويت». كما تطرق حديث المشنوق إلى قتال «حزب الله» في سوريا، فأعاد التأكيد على موقفه، معتبرا أن هذا القتال يؤسس لنزاع تاريخي بصرف النظر عن نتائجه، مضيفا: «هذا النظام الذي تسبب بمقتل 250 ألفا من أبنائه لا يمكن أن يستمر في حكم سوريا»، مؤكدا أن «النفوذ في لبنان ليس للنظام بل للإيرانيين». وستكون الانتخابات الرئاسية والفراغ المستمر منذ 10 أشهر، حاضرة في لقاءات المشنوق، كما أنه سينقل أيضا للمسؤولين الأميركيين تصوره عن ضرورة استعادة العمل العربي المشترك في ظل عدم قدرة ضربات التحالف الدولي على تحقيق الكثير. وتطرق وزير الداخلية إلى ملف التفاوض الإيراني الأميركي، معتبرا أن عدم التوصل إلى اتفاق بين البلدين سيكون له تداعيات على كل من لبنان وسوريا واليمن والبحرين، قائلا: «المفاوضات لم تؤثر على السلوك الإيراني في المنطقة، فخلالها كانت الأعلام الإيرانية والمذهبية ترفع في سوريا والعراق باعتبارها أمرا طبيعيا». واعتبر المشنوق أن السلوك الإيراني لم يجلب للمنطقة إلا التوترات والأزمات وأنه مخطئ من يعتقد أن بإمكان إيران تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، والدليل على ذلك الوضع الحالي في العراق. واعتبر المشنوق أن «تيار المستقبل» يستمد قوته لمواجهة كل أشكال التطرف والإرهاب من «شرعية اغتيال الرئيس رفيق الحريري» ومن بعده رئيس الحكومة السابق سعد الحريري. وعن الحوار بين «تيار المستقبل» و«حزب الله»، قال المشنوق إن «المستقبل» اختار الحوار كبديل عن الانضمام إلى أوركسترا الحرائق في المنطقة وهو يهدف إلى نقطتين أساسيتين كما بات معروفا: تخفيف الاحتقان السني الشيعي والبحث في رئاسة الجمهورية فلا يمكن حماية البلد في ظل عدم اكتمال النصاب الدستوري.