×
محافظة المدينة المنورة

ضخ 28 مليون متر مكعب من المياه في 14 يوماً لمكة المكرمة والمشاعر

صورة الخبر

موقف الدولة السعودية يوم أمس أكثر من رائع.. لم يكن رداً على عضوية لم يصدر قرار الموافقة عليها فيأتي الشك بأن الموافقة قد لا تحدث.. لكنه أتى بشواهد تؤكد أن الرفض حدث وهو يقين واقع خاص يتعلق بمصداقية مواقفه وأخلاقية علاقاته.. وفي نفس الوقت أراد من خلال الرفض طرح واقعية ومنطقية ما هو مطلوب من حقائق تعني حجب مظاهر التعدي وممارسات الاعتداء وتحويل العلاقات بين دول وأخرى إلى ممارسات توجيه مصالح خاصة.. وأيضاً وضوح أن أي مؤسسات دولية عالية النشاط والآراء ما لم تكن في تجمع الرأي منطلق حماية ضد أي قسوة مبررات غير منطقية أو تدخلات غير قانونية فلا أهمية لأي زمالة معها.. أريد أن أشير إلى خصوصية سعودية نادرة أن تحدث عند آخرين؛ فإذا كنت في البداية تناولت مسألة وجود جماعية أو أكثرية الموقف ضد موقف غير موضوعي أو ممارسة ظالمة ضد مجتمع معين فإننا أيضاً أمام حقيقة مهمة للغاية، حقيقة أخلاقية مثالية بما لها من مضامين حين نجد - وكل العالم معنا يجد ذلك - بأن المملكة لم تتخذ هذا الرأي ثم الموقف لأنها متضررة ذاتياً من ضياع حقوق لها أو تسلط بعض قوى دولية ضد مصالحها أو مواقعها.. لا شيء من ذلك.. موقف الرفض أتى من المملكة وهو جانب أخلاقي في عالم اليوم، وما قبل عالم اليوم، حيث نعرف أن المواقف عالمياً ترتب لكي تنطلق نحو توفير أو حماية مصلحة خاصة ضد مصلحة آخرين.. ولعل المواطن ببساطة متناهية، وباطلاع سهل على شواهد واضحة يدرك جيداً قسوة ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط قبل غيرها من مآسي إهدار لحياة ومصالح مواطنين، ثم تقلد المواقف الدولية بأنها تتأرجح للوصول إلى ما هو مقنع.. ونعرف جيداً ليس هناك أي شيء مقنع، وإنما هناك خطط محاولات الوصول إلى مصالح خاصة خارج منطقة الشرق الأوسط سواء كانوا شرقاً أو شمالاً.. الشرق الأوسط يفتّت لكي يتحول إلى مجرد أطباق تلوك ما بداخلها أسنان مَنْ يأكلون كل شيء.. أليس من السخرية القاسية والمؤلمة مدى المهانة في إهدار أي حق عربي؟.. بداية لنعد إلى تاريخ الخلاف مع إسرائيل؛ وسنجد أن كل أرض احتلتها إسرائيل لم يكن هناك أي موقف دولي - وبالذات أمريكا - ضد ذلك.. وطبعاً نمرّ بمواقف أخرى ليست بالسهلة، أحدها تحويل العراق.. دولة الثقافات والفنون.. إلى دولة صراعات دموية ما كان لها أن تكون.. ثم أخيراً وأمام قسوة ما يتعرض له المواطن السوري من صراع وممارسات قتل جماعية جعلت كثيراً من أرباب العائلات ممّن ليسوا في عضوية أي صراع يهربون من بلادهم تاركين ما يملكون بحثاً عن فرصة حياة غير دموية.. ومن الخطأ أن ينظر إلى الموضوع على منطلق خلاف مع دول مهمة، فالمملكة تختلف عن غيرها.. إنها ليست ملعب صراعات كما في العالم العربي.. لكنها تمارس الموقف الصارم مثلما فعلت من دعم لمصر.. فهي بذلك تتواصل بكفاءتها الأخلاقية..