فرضت المرأة السعودية حضورها بقوة في مهرجان أمانة منطقة الرياض للتراث والأسر المنتجة، والذي أقيم في متنزه الملك عبدالله بالملز من خلال مشاركتها المتميزة في أركان الأسر المنتجة، واستحوذت النساء على الجزء الأكبر منها وبرهن على قدرتهن بالإسهام الفاعل في مسيرة التنمية الوطنية عبر عدد كبير من المشروعات الصغيرة والتي استطاعت أن توفر لهن حياة كريمة، بل وتعزز من قدرة كثير من النساء على إعالة أسرهن. عدد كبير من النساء اللاتي شاركن في فعاليات المهرجان، استثمرن مهاراتهن وخبراتهن في إعداد الأطعمة الشعبية لبدء مشروعات في بيع الأطعمة دون الحاجة إلى مغادرة بيوتهن، ومنهن «أم خالد» التي أكدت أنها تمارس العمل في إعداد وبيع الأطعمة الشعبية مثل: الاقط والسمن والبهارات والدخن ودبس التمر، منذ أكثر من 10 سنوات، وتعتمد على ذلك في إعالة أسرتها. وأضافت «أخيط الثياب، خاصة ما يسمى بـ(الشالكي) من خامات عالية الجودة، إلا أن ارتفاع أسعار الخامات، هو العائق الوحيد أمامي لتطوير مشروعي في إعداد وبيع الأطعمة الشعبية أو الثياب، إضافة إلى صعوبة تسويق هذه المنتجات على نطاق واسع». أم عبدالرحمن، تقدم نموذجا آخر على نجاح مشروعات الأسر المنتجة في توفير حياة كريمة للمرأة، مبينة أعمالها بالقول: «أعمل في إعداد الجريش والكبيبة وحلا القهوة وبعض السندوتشات والسنبوسة وأبيعها للأهل والمعارف، حيث لا تتوفر لي القدرة على إيجاد مكان دائم لبيع هذه الأطعمة؛ لأن المهرجانات الخاصة بالأسر المنتجة موسمية ولأيام محدودة، وتوفير معرض دائم للأسر المنتجة، أو محلات في الأسواق الشعبية، يمكن أن يساعدني كثيرا على مضاعفة نشاطي وزيادة أرباحي». وفي ذات السياق ذكرت أم محسن (إحدى المشاركات في المهرجان)، أنها تعمل في صناعة خبز الصاج وبيعه في بيتها وتعتمد على هذا العمل في تلبية احتياجات أبنائها منذ أكثر من 7 سنوات بعد وفاة زوجها، مضيفة أنها تحرص على المشاركة في جميع المهرجانات ومعارض الأسر المنتجة لأنها توفر لها منفذا لبيع منتجاتها من خبز الصاج والكبة، بكميات كبيرة. وتروي الهنوف محمد تجربتها أثناء مشاركتها في مهرجان أمانة الرياض للتراث والأسر المنتجة قائلة: «البداية من خلال اتفاق مجموعة من الصديقات على العمل في صناعة وبيع العطور، وكنا نسوق منتجاتنا من العطور في إطار الأهل والأصدقاء والمعارف والجيران، وبعد 3 سنوات تضاعف حجم العمل وتحققت لنا شهرة في مجال صناعة وتجارة العطور الشرقية والغربية وتلبية احتياجات العرائس من العطور في علب خاصة تحمل اسم العروس، بما يتناسب مع العطر المميز والذي يتم تصنيعه بناء على رغبتها».