يبالغ بعض الإعلاميين وبعض الجماهير في طقوس عشقهم وتقديرهم وإعجابهم بالنجوم الكبار أمثال محمد نور ومن قبل ماجد عبدالله ويوسف الثنيان وغيرهم، وتصل مظاهر هذه الطقوس إلى تكريس ثقافة ممنوع الاقتراب، وكأن هذا النجم مخلوق عجيب من كوكب آخر. أحترم موهبة ونجومية أي لاعب، لكن المبالغة في تثمين الشيء وتلميعه وبروزته من بعض المصابين بهوس "النجم" تصل أحيانا إلى درجة الغثيان. من الممكن الإشادة بأي نجم ووصفه بما يستحق من صفات، أما الإفراط في "الطقوس" التعصبية فلا يقر ذلك لا عقل ولا منطق. أشفق على بعض الإعلاميين وقد نذر حياته ومشواره الصحفي من أجل المكافحة والمنافحة عن نجمه المفضل! وأشفق على من أضاع مستقبله الدراسي والوظيفي من أجل الركض خلف "لاعب"! وأشعر بالحسرة من ثقافة استخدام أسوأ مفردات الشتائم، وأقذع العبارات ضد أي شخص ينتقد أداء أو تصرف نجم رياضي. أحترم الذي يقدم الثناء في مكانه، والنقد في وقته. أحترم موهبة ماجد عبدالله في تسجيل الأهداف التي تعدّ مجالا للتعليم في الأكاديميات والمراحل السنية في كل ناد، وأستمتع بمهارات يوسف الثنيان وتطربني شخصية محمد نور الأدائية المتفردة، لكن لا يمكن أن أرهن قلمي وفكري من أجل نجم مهما بلغ من السؤدد، ولا يمكنني أن أدافع عن سقطات وهفوات أي نجم مهما بلغت نجوميته، ولا يمكن أن أرتهن لمزاج نجم ولا أن أركض خلف نجومية أي لاعب، فلي في الأخير قيمتي وكرامتي كإنسان، ولي حق في بناء مجد شخصي لي دون الخنوع في محراب مجد لاعب.