مئات السيارات الخربة والمتروكة أصبحت كالبثور والتقيحات في وجه عروس البحر الأحمر، وباتت ضيفا ثقيلا على الأحياء ينفر منها الجميع بعدما تبرأ منها أصحابها وتركوها هكذا بعد أن زهدوا فيها. عمر بعض السيارات الخربة تزيد على سنوات طوال ولا تختار المتروكة مكانها فلربما أصابها عطل وتركها صاحبها على حالها ومضى إلى حال سبيله في سلوك لا ينقصه الأنانية لتصبح المركبة المتروكة ملاذا آمنا لكل شيء مخالف. إخفاء الممنوعات المواطنون لم يرضهم هذا الوضع فطالبوا الجهات المعنية بإزالتها فورا لما تسببه من تشويه للمنظر العام ومضايقة لحركة المركبات فضلا عن تحولها لحاويات نفاية في كثير من الأحيان. والحالة ليست حكرا على الاحياء بل إن بعض الاسواق والورش تحتشد بمركبات بلا لوحات لا يعرف احد اصحابها كما يقول لـ«عكاظ» أحمد سعد من سكان حي السليمانية الغربية الذي يشير الى أن المركبات التالفة برغم قيام الجهات المعنية بوضع ملصقات تحذيرية عليها للفت انتباه صاحبها أنه في حالة عدم نقلها من الموقع سيتم سحبها إلا أن كثيرا منها مازالت في الشوارع، ويحث سعد الجهات المعنية بسحبها وإتلافها حتى لا تصبح وكرا للجرائم وإخفاء الممنوعات. لا أحد يتحرك وعلى ذات الرأي يمضي كل من عبدالمحسن ناصر وصالح الزهراني ومحمد الصمداني مشيرين إلى ان بعض الأسواق الشعبية تنتشر في محيطها كثير من المركبات التالفة حيث يقوم أصحابها بتركها لسنوات طويلة.. كما يتولى بعض أصحاب الورش شراءها من أصحابها خاصة تلك المتعطلة ولا يرجى إصلاحها وتبقى المتروكات في مكانها لسنوات طوال الأمر الذي يضيق المساحات أمام الحركة المرورية في الأسواق، إضافة إلى تحولها لمرمى للنفايات وتشويهها للمنظر العام. وضرب المتحدثون مثالا بسوق الأمير متعب حيث يحتشد الموقع بعدد كبير من السيارات التالفة التي بقيت لفترة طويلة في ذات المكان دون أن يتحرك أحد. وطالب المتحدثون الجهات المعنية بفرض الأمر على أصحاب الورش وملاك تلك المركبات بسحبها ومعالجة أوضاعها خصوصا أن أغلب تلك السيارات تحمل لوحات تشير إلى رغبة البعض في شرائها وعدم تجاوب أصحابها. الأمانة تحذر «عكاظ» تواصلت مع الناطق في أمانة جدة محمد البقمي وعرضت عليه مطالب وملاحظات المواطنين وأشار إلى أن الأمانة بدأت منذ فترة في خطة عمل ناجحة لإزالة ورفع المركبات من الشوارع والأحياء بمشاركة الجهات المعنية. مضيفا أن الأمانة أزالت أكثر من 4 آلاف مركبة خلال الفترة الماضية، بينما لا تزال تؤدي أعمالها في رفع أي مركبة لا يقوم صاحبها بنقلها، مشددا على ملاك المركبات التالفة والمتعطلة منذ فترة نقلها من الأماكن العامة ومداخل الأحياء حتى لايتم سحبها.