تحدثت بالأمس عن قصة موقع وزارة الشؤون الإسلامية، والمواد التي نشرت عليه، حيث الدعوة إلى الجهاد ومن ثم وصف المبتعثين بالانحلال وسوى ذلك من الضغط المتطرف بوجه المجتمع، وما إن نشرت جريدة «الحياة» الخبر إلا وسارعت الوزارة بالرد، النبرة التي يدل عليها الرد توضح مستوى الحرج من هذه المواد الخطرة التي اكتشفت من قبل الصحافي وإلا فإن هناك ماهو أكثر خطورة. الموقع بدأ العمل عليه في عام 2005 وما تلاها، وكانت الوزارة قد اشترت مواد كاملة من شركات تمتلك محتويات مثل شركة «حرف» وسواها، وحسب ما نفهم فإن هناك دائرة إدارية خاصة بالموقع في وزارة الشؤون الإسلامية، فلماذا لم تراقب هذه المحتويات قبل إدراجها؟! الغريب في رد الوزارة هذا النص: «وعلى رغم أن موقع «الإسلام» ضمن سياساته المعلنة والموضحة في الموقع لا يتبنى إلا ما يطرح باسمه؛ لأنه موقع بحثي موسوعي فلا نتحمل الرأي المتضمن في نصف مليون صفحة داخل الموقع، كما أن العرف المهني يقضي بأن ما ينشر في صحيفة «الحياة» لا يعبر عن رأيها بالضرور»! هذا الكلام غير صائب، ذلك أن الصحف كلها لديها ما يعرف بـ «سياسة النشر»، فصحيح أن ليس كل ما ينشر بالجريدة يعبر عن رأي مالك الجريدة، أو الناشر، أو المستثمر، غير أنه بالتأكيد كل ما ينشر بالجريدة متوافق مع سياسات النشر المتبعة وأنظمة المطبوعات وقوانين الدولة وقداسة النظام. وعليه فإن التنصل من مسؤولية المنشور في الموقع خطر كبير، بل الوزارة مسؤولة عن كل حرف في هذا الموقع وإلا فما هي سياسة النشر المتبعة بالموقع والتي تفسح على أساسها ما يصف المبتعثين بالانحلال وما يدعو إلى التحريض والجهاد؟! هذا النوع من الدعوة يخالف أمرا بات نافذا على المستوى النظامي من خلال تجريم كل الجماعات المتطرفة المقاتلة وكل المحرضين على القتال بالكلام أو الكتابة. أتمنى غربلة هذا الموقع، وتجديده وضبطه.