يقول معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه ( إن الامارة والرئاسة ثلثاها حلم وثلثها تغافل ) ولذا ساس الناس في الشام وما حولها بهذا المبدأ، فاستقام له الامر بعد وفاة علي رضي الله عنه . والحلم والتغاضي عن صغائر الأمور ، يُحسب من الفضائل ، ولكن لا يكون الامر كذلك إذا كان الامر خطيراً ، وجسيما ، فذلك ينجدرج تحت مفهوم الضعف أو التفريط ، ولذا يقول المتنبي شاعر الحكمة : ووضع الندى في موضع السيف بالعلا ***** مُضرٌّ كوضع السيف في موضع الندى تذكرتُ هذه المعاني وانا اتابع قرار المملكة الحازم في سحب سفيرنا من ( استوكهولم ) جرّاء التصريحات المستفزة التي أطلقتها وزيرة خارجية السويد ضد المملكة ، فجاء الرد سريعاً غير متوقعا ، وهي رسالة لكل من في نفسه مرض التطاول على وطننا وشريعتنا ونظامنا ، بأن زمن التجاوز عن الأخطاء الكبيرة قد ولّى ، وأن اليد التي ترتدي قفّازا من حرير ، تخفي براجماً من حديد ، فلا شيء يدعونا الى التجاوز غير كرم نفوسنا ، وسعة أحلامنا ، ولا فضل لأحد على هذه البلاد سوى فضل الله الذي لايمكن حصره ولا عدّه . ولقد أثلج صدري موقف وزراء الدول العربية الذين اتحدوا في الرد على افتراءات وزيرة خارجية السويد ، وأشادوا بدور المملكة في حماية حقوق الانسان داخليا وخارجيا ، وما تبذله حكومة المملكة من تطوير لمنظومة القضاء ، واستقلاليته . إن المملكة تنأى بنفسها عن التدخل في الشأن الداخلي لأي دولة اخرى ، وهي بدورها لا تسمح لأحد بالتدخل في شأنها ، لانه انتقاص لسيادتها واستقلالها ، وهو مخالف للقوانين والأعراف الدولية . وقد عرف العالم أن المملكة هي صاحبة السياسة الهادئة ، التي تسعى الى تثبيت الأمن والسلم العالميين ، وتحرص على تقديم المساعدات الانسانية للمنكوبين في شتى ارجاء المعمورة دون أذى ولا مَنّة ، كما تفعل بعض الدول التي تشترط لتقديم مساعداتها تدخلا في شؤون الدول المحتاجة . حفظ الله خادم الحرمين الملك سلمان وحكومته الرشيدة ، ورد الله الحاقدين مخذولين لا ينالوا خيرا . مستشار اعلامي