كشفت حملة السكينة التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية، عن حراك خطر تجريه العناصر السعودية المؤيدة للعنف عبر «تويتر»، التي أجرت فيها «السكينة» دراسة استقصائية، استهدفت 200 حساب و«هاشتاغ» سعودي، مثلوا الطليعة الأولى لجنود «داعش» وتنظيم القاعدة في السعودية. وروى مدير الحملة عبدالمنعم المشوح لـ«الحياة» أمس، أن الدراسة التي أجروها على 200 حساب وهاشتاغ، جاءت بعد فشل ذريع لحملة منظمة قاموا بها نيسان (أبريل) الماضي، حاولوا بواسطتها التأثير في أجندة المتطرفين، إلا أنهم وجدوا أن «الاستجابة صفر، خلافاً لما اعتدنا في التحاور مع تنظيم القاعدة في السنوات الماضية، ما أحوجنا إلى دراسة استقصائية، تكشف لنا مؤشرات الخطورة حتى تتجه برامج السكينة التوعية في الاتجاه الصحيح وتركز على الأكثر خطورة». واعتبر أهم معالم الدراسة التي أنجزوها، أنها بُنيت على «عينة عشوائية لـ200 حساب وهاشتاغ، تم تحليلها وفق أسس فكرية محددة لقياس مدى تشعبها وتأثيرها وبيان حقيقتها التكوينية يدوياً، إذ الاعتبارات الفكرية والمنهجية لا تقيسها التقنية، خصوصاً منها المتصل بالتحليل والتصنيف». وخلصت إلى أن «ما متوسطه 90 تغريدة مسيئة مُمنهجة في الدقيقة (أي ليست عشوائية) ما يعني أن أكثر من (129.600) تغريدة يومياً، تدعو إلى العنف أو الانتماء لجماعات إرهابية أو الاعتداء على الآخرين لفظياً أو جسدياً أو معنوياً وتهدد الأمن»، بينما أكد المشوح أن شرائح واسعة من الخطاب المصنف مع الإرهاب لم ترصده الدراسة، مثل ذلك الذي يدعو إلى «الجهاد» عامة، من دون أن يحرض على الانضمام لتنظيم أو جبهة محددة. وأكد أن الدراسة استبعدت كذلك «الرسائل والتغريدات العشوائية (متابعين/ مناصرين/ متعاطفين) وركزت فقط على الحسابات والهاشتاغات الصادرة عن منصات تتبع منظومات أو منظمات، حتى يكون قياس التهديد دقيقاً في مسألة التهديد الفعلي». ومع أن الحملة أشارت إلى أن تنفيذها الدراسة جاء مطلع أيلول (سبتمبر) الماضي، واستغرقت ثلاثة أيام، إلا أن فرز النتائج وتحليل البيانات، استدعى 60 يوماً من العمل المضني، قياساً إلى إمكانات الحملة المتواضعة، إذ تقوم أساساً بعملها تطوعياً، على رغم إشراف الشؤون الإسلامية أدبياً عليها. لكن المفاجئ لدارسي السكينة أنهم لاحظوا حجم التغريدات المسيئة في الفترة التي قاسوا فيها تدفق التغريدات المسيئة، وأنها في تلك الفترة من (1-9-2014)، شهدت تراجعاً، مقارنة بفترات سابقة. وعزت الحملة ذلك إلى «سببين الأول: الهجمة الفكرية التوعوية القوية في مواجهة التطرف والإرهاب بجميع أشكاله، وذلك بعد نداءات خادم الحرمين الواضحة والصريحة، والسبب الثاني: تحرك «تويتر» وبقية شبكات التواصل الاجتماعي بشكل ملاحظ في إغلاق آلاف الحسابات المسيئة التي تدعو للعنف، لكنها تركز على العنف الموجه للدول الغربية، وخصوصاً أميركا، أما العنف الموجّه ضد السعودية فنجد ضعفاً وتراخياً في إقفال الحسابات المسيئة الداعية للعنف». ويفسر المشوح ازدواجية «تويتر» على هذا الصعيد، بـ«أنها لا تملك فريقاً محترفاً في تمييز المضامين الفكرية المسيئة إسلامياً وعربياً، إذ لا يفرقون فيما يبدو بين حملة مثل السكينة وبين تنظيم القاعدة وداعش. وبين الأدلة على ذلك أنهم أغلقوا لنا حسابات عدة، وعندما شرحنا لهم أهدافنا وأفكارنا لم يتراجعوا، بل زادوا ضراوة في إغلاق حساباتنا»! وأما بالنسبة لأثر الدراسة على العمل الميداني للحملة في التأثير على حملة الفكر المتطرف، أكد المشوح، أن «القدرة على التأثير انتقل من (صفر) إلى نحو 60 في المئة بعد الدراسة، حين فهمنا نهج تيار العنف الجديد، الذي يختلف كلياً عن السابق، خصوصاً في تسارع خطواته، وحاجته إلى سرعة خاطفة في التفاعل، تفوق تعاطينا معه بمراحل». وأبلغ «الحياة» أن زملاءه في الحملة لاحظوا أن «التأثير في المجندين الذين ما زالوا في طور الانضمام إلى التنظيم (داعش/ القاعدة) أو في الطريق إليه، «ممكناً»، إلا أن الحجر الذي يمارسه التنظيم على من ينضم إليه، يجعل التواصل معه، مُحالاً وميؤوساً منه». وأكد أن التواصل مع بعض الأطراف أقنعهم بالتراجع عن المضي في الانضمام إلى تنظيمات العنف، إلا أن إحصاءات النسبة المتأثرة إيجابياً لم تزل غير موثقة. أما الوجهات الرئيسة من خلال متابعة الحملة لحركة التنظيم، فإن المعابر الرئيسة، كما يقول هي «تركيا، وإيران»، أما الذين يصلون «العراق وسورية واليمن»، فإن التنظيم نفسه يبشر بسلامتهم، وأنهم انضموا بسلام! ولفت المشوح إلى أنه بسبب عدم توفير «تويتر» خاصية الاطلاع على مصدر التغريدة الجغرافي، فإن نسبة الخطأ في تحديد جنسية وموقع المغردين تراوح بين 20 و30 في المئة، أثناء التدقيق. إلا أنهم بواسطة التحليل المباشر، أصبحوا موقنين بأن التغريدة ذات نفس سعودي.