رحم الله زميلنا الإعلامي محمد الثبيتي وألهم ذويه الصبر والسلوان. عندما يبرر أحدهم الأخطاء الطبية المميتة بأنها غير متعمدة! فهذا يعني أن زيادة جرعة التخدير عن حسن نية..! ونسيان مشرط العمليات في بطن المريض (سقط سهوا!)، وفي السياق استئصال (مرارة) المريض بينما علته في الطحال من قبيل التبس الأمر!، وغيرها كثير من المفارقات المؤلمة لا يتسع المجال لذكرها، اقترفت وراح ضحيتها كثيرون بذريعة أنها غير (متعمدة). الخطورة في هذه الفرضية العدمية في حال كرست لا تقتصر فحسب على الأخطاء الطبية، فقد تتمدد وتتسع في كل مناحي الحياة فتصبح (الشماعة) التي نعلق عليها أخطاءنا بل وجرائمنا إن صحت التسمية. فما يجب أن يعرفه الجميع ونعمل بمقتضاه أن (الجهل، الإهمال) هما قطبا الأخطاء والخطايا بالمجمل وبمختلف درجاتها، ولنضرب بعض الأمثلة: كأن يقود أحدهم مركبته وهو (ثمل) ويتسبب في قتل شخص يعتبر قاتلا عمدا، وإن كان غير مترصد الشخص عينه. فكونه يعرف مسبقا أنه سوف يفقد أهليته ولا يدرك الأخطار المحدقة فهو والحالة هذه متعمد، ونفس الشيء يمكن أن يقال عن الشخص الذي يقود مركبته وهو يعلم سلفا أن كوابحها معطوبة. فمن غير المفيد ولا من استقامة التفكير أن نصف الأول بأنه جاهل وكفى، ولا من المنطقي نعت الأخير بأنه لا يقصد!، وفي الإطار الطبيب غير المؤهل أي خطأ يقترفه ينضوي تحت سياق التعمد (هو ومن استقدمه)، وبالمثل الطبيب الذي يهمل ويستهين بحياة مرضاه يعتبر متعمدا. خلاصة القول إنه لا مناص أو مواراة من تجريم كل من يخطئ (طبياً) نتيجة الجهل أو الإهمال. بالمناسبة جل الأخطاء الطبية مردها إما إلى الجهل أو إلى الإهمال، والأنكى ترادفهما معا.