×
محافظة الباحة

«مياه الباحة» لـ «الحياة»: 255 مليون ريال كلفة مشاريع «العقيق»

صورة الخبر

ان العلاقات السعودية المصرية باتصالاتها المتعددة وقراراتها المتكاملة والموضوعية قد اكدت اهمية دور محور الرياض – القاهرة في العلاقات العربية والاقليمية والدولية. إن القوة الدافعة لتأكيد محور الرياض – القاهرة هي القيادة في كلا البلدين .. التي ارست بالموضوعية والتجرد والندية الصادقة تقاليد سياستهما الفعالة. لذلك نرى ان راية الدبلوماسية الهادئة وسجلها الحافل في تاريخ العلاقات السعودية المصرية كانت دائماً من أعلى الرايات في التاريخ الدبلوماسي وحققت للدولتين دولياً أعظم الدول فخراً بإنجازاتها في المجال الدبلوماسي. ولقد حظيت العلاقات السعودية – المصرية بالدراسة من قبل العديد من الباحثين والمؤلفين ولعل السبب في هذا الاهتمام يعود الى ان العلاقات السعودية المصرية تشكل عنصراً مهماً من عناصر الأمن والاستقرار في العالم العربي واي خلل يطرأ على هذه العلاقة يؤثر على امن ورخاء المنطقة بشكل عام. ان السنوات الطويلة لعلاقات محور الرياض – القاهرة والاعتماد عليها في ادارة ازمات المنطقة قد ادى الى نتائج فعالة لدور القيادة في كلا البلدين التي مكنت هذا المحور من ان يلعب درواً عربياً ودولياً في الاونة الاخيرة – خاصة مواجهة تحديات الارهاب – دوراً اساسياً بارزاً جاوز غيره من المحاور بمراحل عدة يحفزه الايمان العميق بالمنطلقات المبدئية لسياسة البلدين ثم السياسة النابعة من الحفاظ على شخصيتها العربية والتأكيد على هويتها العربية ، والتجاوب مع مبادئ واهداف الأمم المتحدة. إن إيمان محور الرياض – القاهرة ينطلق من حقيقتين مهمتين : اولاها .. ان المجال الحيوي لاية دولة من الدول يعتبر هو الميدان الذي تتحقق من خلاله مصالح هذه الدولة الاساسية وبذلك يجب عدم اختراقه .. وان اية محاولة بذلك يعتبر تهديداً لسيادة الدولة ذاتها ومنافياً للفقرة “7” من المادة الثامنة من الميثاق الاممي . وثانيها .. رفض هذا المحور فكرة استخدام القوة او التهديد بها لايمانها بأنه لا يمكن ان يكون عاملاً مساعداً في اقامة علاقات حميمية بين الدول. واذا كانت الدول المتجاورة تحرص دائما على اقامة علاقات ايجابية فيما بينها فإن اهم ما يميز علاقات محور الرياض – القاهرة هو اتباع الاسلوب الراقي لكي يمكن من خلاله رؤية كيفية دعم العلاقات بينهما وطريقة تنفيذها. إذن دور المملكة .. قدر ومصير فالتاريخ يخبرنا بأن المملكة لن تتخلى أبداً عن دورها العربي فذلك قدرها ومصيرها فضلا عن ارتباطه الوثيق بمصلحتها الوطنية في كل الازمات الطارئة والممتدة تتحمل المملكة عبء القيادة بكل تبعاته حتى لو كلفها ذلك الكثير من العناء والجهد. فالمتابع والدارس لدور المملكة العربي الذي لمسناه في تعاملها مع ازمات المنطقة العربية ليس ثوبا ترتديه وتخلعه متى تشاء وانما هو حتمية فرضية ظروف المكان والتاريخ والحضارة كما انه ضرورة استراتيجية لكي تحقق اهدافها الوطنية على مستوى أمنها الوطني بمفهومه الواسع. لذلك نرى محور الرياض .. القاهرة يؤكد ان التوجه السعودي سيظل مقوماً رئيسياً في علاقتها مع القاهرة وكذلك خليجياً وعالمياً، وبحكم الرغبة الطويلة فقد استطاعت المملكة ان تبقي توجهها عموماً في العالم العربي روحه الصافية اهدافه النبيلة وان تحفظ له حده الادنى ، ان لم تتح الظروف الوصول به الى حده الأعلى او الذي يرضى عنه الرأي العام العربي فكانت صاحبة العقل عندما تضيع الحكمة، والمدافع عن الحق عندما يسود الظلم والقوة الجامحة عندما ينقسم العرب ويتشتتون. حقاً إنه قدر المملكة ودورها يعكسه الجهد الجبار الذي يقوم به الملك سلمان حيث اصبحت الرياض خلية نحل لم تهدأ الحركة ولم تتوقف الزيارات وكل القادمين من السياسيين الخليجيين والعرب والاجانب يبحثون عن نصيحة او رؤية لمواجهة تحديات الارهاب بأنواعه. وإذا قلنا والقول صحيح بان هذا هو قدر المملكة وهذا هو دورها فان من الضروري ان نقول ايضا انه لم يسبق للمملكة على طول تاريخها ان واجهت هذا الكم من التحديات العربية دفعة واحدة. والحقيقة ان المملكة لا تستطيع ان تعزل نفسها عن اي صراع اقليمي خصوصاً ان الامتدادات الاقلمية للمملكة اكبر من ان تقاس على انها امتداد عربي فقط، لان المملكة التي تحتضن في جنباتها الاراضي المقدسة – مكة المكرمة والمدينة المنورة – هي المملكة التي ينظر اليها المسملون في كل بقاع العالم في صلواتهم واداء عمرتهم وحجهم. وفي ضوء ما سبق استطيع ان اؤكد هنا ان هذا التوجه اصبح يميز محور الرياض – القاهرة عن غيره لانه توجه ذو طعم معين تذوق منه الشعور المتبادل بين القيادتين والشعبين حول تأكيد مصالحهما المتكاملة المستدامة والمتبادلة وهو شعور يحسب للقيادتين. خلاصة القول لقد تميزت علاقات محور الرياض – القاهرة على مر التاريخ – قديمه وحديثه على التواصل المستمر وهو ما صنع مؤشرات النجاح التي نلمسها في الدائرة السعودية – المصرية تعكسها زيارة الرئيس المصري للرياض مؤخراً لادراكه بان الدبلوماسية السعودية – المصرية تسعى الى تبني الدبلوماسية القوائية وتنفيذها بكل السبل وبذل كل الجهود المخلصة لتحقيق المصلحة المشتركة المتبادلة بين الرياض والقاهرة وبين الشعبين.