المدارس محاضن التربية الأولى للقيم والأخلاق قبل التعليم، ولكنها وللأسف باتت مهددة بالاختطاف إلى الضفة الأخرى حيث التعصب الرياضي في أبشع صورة وبلا ضابط من أحد طالما أن القرار في ذلك أصبح وفق هوى من اؤتمن عليها ولكنه سخر هذه الأمانة لخدمة ميوله فقط فأصبح يمارس تحيزاً لمن يوافقه فيه وإقصاء لغيره، نعم يحدث هذا عندما يجاهر معلم بمعاقبة طفل ومنعه من أكله وشربه وحرمانه من وقت راحته لمجرد أنه ارتدى شعار ناد لا يحبه! وعندما يفخر آخر بأنه نهر طفلاً ارتدى قميص ناديه ويتعسف في إلزامه بإلصاق شعار فريقه المفضل فوقه إمعاناً في مصادرة حقه في التشجيع في حوادث جديدة ولكنها غريبة على المجتمع المدرسي الذي يعد المنبر الأول للحوار وتقبل الآخر، ولكنها بدأت في الطفو على السطح وستزيد في مقبل الأيام بفعل الصدارة، لكن ثالثة الأثافي أن تستضيف مدرسة ثانوية بمبادرة من مديرها صديقاً له كان في يوم ما أحد المنتمين إلى الوسط الرياضي وحسابه ينضح بالتعصب المقيت وتاريخه مليء بكثير من المشكلات مع زملاءه كان نتيجتها أن تم الاستغناء عنه، فكان تقبله للقرار حاضراً بقوة في رسائل جوال احتجاجية تناقلت وسائل الإعلام محتواها ومسحت ملامح أغلبها لما حوته من ألفاظ وعبارات أبعد ما تكون عن الروح الرياضية، وظل بعدها حتى اليوم لا يتورع عن الأسلوب ذاته مع كل من يخالفه. تخيلوا أن هذا الشخص بعلاته يلقي على طلاب المرحلة الثانوية مرحلة بناء الثقة والشخصية والقدوة محاضرة في التعصب والأخلاق الرياضية في تحد سافر لتعليمات وزارة التربية والتعليم التي نظمت أمر المحاضرات بكل أنواعها، ولم تتركها سدى أو تبعاً لهوى المدير والمشرف، فهل يرضى المسؤولون أن تقام المحاضرات من أشخاص غير مؤهلين أوغير مختصين أكاديمياً من دون إذن سابق؟ ثم كيف يحاضر عن التعصب والأخلاق الرياضية من واقعه لا يمثلها؟ وكيف يمكن لأحد أن يثق بما يقول وهو في حسابه الشخصي يخلع قناع الأدب ويكشف عن وجه آخر كله تعصب وتسفيه للرأي؟ ويكفي فقط قراءة أو مشاهدة رد فعله على زملاء المهنة! فأين القدوة الحسنة؟ وأين الإقناع بتطابق القول مع الفعل؟ أم أن المسألة مجرد تلميع وتحسين صورة على حساب الطلاب المغلوبين على أمرهم وهم يرون عكس ما يقرأون ويعرفون سيرة الرجل الشخصية ومواقفه إذ سهلت لهم وسائل الاتصال الحديثة استكشاف الحقائق المغيبة بضغطة زر ولم يعودوا بحاجة إلى الجلوس مستمعين، فلن يقنعهم شخص لا يثقون به حتى لو واصل الليل بالنهار حديثاً؟! ولكن تبقى آمالنا معلقة بوزارة التربية والتعليم أن تتدارك ما يمكن تداركه، فمثلما تجتهد في البحث عمن يتلذذ بتصوير الطلاب وتحاسبهم، عليها أن تفعل ذلك مع من يمارس على طلابه أي شكل من أشكال التعصب الرياضي، وأن تحمي فكر الناشئة منهم قبل أن يستشري الخطر ويتسع عندئذ الخرق على الراقع. إلا المدارس يا وزير التربية والتعليم. azfmonfred@gmail.com َQmonira@