رأى صاحب منتدى السالمي الثقافي الباحث والكاتب حماد السالمي أن جدر الأندية الأدبية أصبحت قصيرة، ما سهل القفز عليها ممن دعاهم بـ«أشباه وأنصاف المثقفين والأدباء» ليصلوا إلى جمعياتها ومجالس إداراتها، عازيا السبب في ذلك في حديثه لـ«عكاظ» إلى ضعف لائحة انتخابات الأندية الأدبية، وقال: «الأمر ليس على إطلاقه، لكن ينبغي أن لا نقلد النعامة وندفن رؤوسنا في التراب هربا من الاعتراف بالحقيقة». وحول المعايير التي يراها لرئاسة الأندية، قال: «ليس شرطا أن يصدر من يرأس النادي عدة مؤلفات، ولكنني أعتقد أن توفر الإنتاج الأدبي شرط ضروري كي يعرف مستوى المرشح لرئاسة النادي، وإلا كيف يقود الأدباء من ليس له نتاج أدبي، وهذه واحدة من عيوب اللائحة»، وأرجع أسباب هجرة الأدباء والمثقفين لجلسات ونقاشات الأندية الأدبية مؤخرا إلى افتقارها للجاذبية، وذكر أن المتلقي يبحث عن الجديد والمفيد والمشوق، والأندية لا توفر له ذلك، وهذا دليل على ضعف برامجها، معتبرا أن ثقافة الانتخابات ما زالت جديدة في مجملها على مجتمعاتنا، وقد بدأت في الجامعات وظهرت في الغرف التجارية ثم في الأندية الأدبية، وقال: «اعتقدت أن الوسط الثقافي سيمثل أفضل شريحة في ترسيخ مفهوم الانتخابات، لكنني فوجئت بوصول كثير من المثقفين إلى مجالس إدارات الأندية عن طريق المعارف والأصدقاء الذين يختفون بعد أداء هذه المهمة، حتى إن كثيرا من جمعيات الأندية التي سجلت في البداية مئات الناخبين لم يبق فيها سوى عدد قليل لم يزد على عشرة أعضاء في بعضها»، وأشار السالمي إلى أن أندية الطائف ومكة وجدة لم يكن لها حضور يذكر في سوق عكاظ العام الماضي، ولعلها تبحث عن دور في المواسم القادمة، ورأى أن هناك فرقا بين المثقف والأديب، فالثقافة أشمل من الأدب، والمثقف لا يشترط بالضرورة أن يكون عالما بالشعر والأجناس الأدبية. وحول منجزات وخطط منتدى السالمي الثقافي قال: «هذا السؤال يجيب عنه غيري من الأدباء والمثقفين الذين شهدوا نشاطات المنتدى في الأعوام الماضية، أما الخطط القادمة للملتقى فتشمل برامج ثقافية متنوعة تخدم الأدب والثقافة في الطائف في المقام الأول وتكريم لعدد من الرموز».