فجأة وبدون سابق إنذار انتشرت عبر شبكة الإنترنت صورة فستان انقسم الناس على وصف ألوانه فمنهم من يراها أزرق وأسود ومنهم من يراها أبيض وذهبي ، وبدأت القصة برسالة من سيدة تطلب المساعدة في تحديد لون الفستان وما لبثت هذه الرسالة ومافيها من إختلاف تثير ضجة على الشبكة الإلكترونية ليطلع عليها خلال 14 ساعة أكثر من 25 مليون شخص بلغت نسبة من رأى منهم الفستان أنه أبيض وذهبي 72% ومن رآه أزرق وأسود 28% . وفي الوقت الذي تمر فيه أمتنا بتحديات كبيرة ومخاطر جمة وحروب أهلية تحرق الأخضر واليابس وتفني الأرواح كل يوم ، دار سجال كبير عبر وسائل التواصل الاجتماعية وفي المنتديات الإلكترونية ومن خلال عدد من الشخصيات العالمية الذين عبروا عن رأيهم في الموضوع والذي فسره البعض بأنه لايتعدى أن تكون صورة لفستان تم التقاطها من هاتف محمول وتختلف رؤيتها بإختلاف الإشارات الصادرة عن شبكية العين فإن كان الشخص يرى الفستان باللون الأزرق والأسود فهذا يعني أن الصورة معرضة للضوء أكثر من اللزوم فتبدو الألوان أغمق بعد تكيف شبكية العين لتلك الإضاءة وإن كان الشخص يرى الفستان باللون الأبيض والذهبي فهذا يعني أن الصورة لم تتعرض للضوء بما فيه الكفاية وظهرت لمن يشاهدها بأنها أفتح . هذا نموذج لبعض القضايا التي أصبحت من الممكن أن تشغل بال فئات عدة في المجتمع وأن يتم انتقالها في ساعات للملايين من الناس حول العالم وأن نجد لها انتشاراً كبيراً وواسعاً وأن نسمع ونشاهد تفاعلاً مميزاً ، واختلافاً حاداً من قبل الكثيرين ممن قد لايحركون ساكناً لو كان الأمر يتعلق ببعض قضايا الأمة المصيرية أو حتى القضايا المحلية والتي يعاني منها الكثير من الناس . موضوع لون الفستان الغامض هو مؤشر يبين لنا أين وصل مستوى الاهتمامات لكثير من أفراد المجتمع ، كما يبين لنا كيف يمكن للإعلام أن يصنع من مثل هذه المواضيع قضايا هامة يتم تداولها بشكل كبير وتحتل المواقع البارزة في وسائل الإعلام . Ibrahim.badawood@gmail.com