التفكير في حد ذاته مرحلة خطيرة وذات أبعاد مختلفة من شخص لأخر و إفراز هذا التفكير يفتقر القدرة والقبول وتحقيق مساحة من الطمأنينة لكي يمارس المفكر عملية التعبير عن رأيه وتطلعاته فإذا لم يكون ذلك فأن الإجهاض أخطر مراحل المعاناة. الكاتب أياً كان ( على سبيل المثال ) يعتبر مناضلاً سلاحه الوحيد الكلمة فإذا استطاع أن يصل بكلمته إلى قلب الحقيقة بلا إحراق أو احتراق، بـلا تشهير أو تصعيد خاطئ رابطاً ذلك إلى قدرة بلا تجني وقوة بلا صلف ومرونه بلا ضعف كالباحث عن لقمة العيش وسط الخوف والترقب والعوز واليأس أعتبره أنا بمثابة المناضل الذي يزاحم الحياة بكل تراكماتها وأخطائها حتى دون أن يدري أنه يفعل ذلك، ونعتبره أيضا أي الكاتب كالمتأمل في دنياه وقدرة الخالق في نظام الحياة الشامل والكامل وفي روعة النشأة والتكوين لأنه يتأمل هذا ويريد الوصول إلى قناعات ودراسات مستفيضة ليصل إلى أهداف معينة يريد من خلالها العودة إلى جادة الصواب. ما تقدم من أمور جوهرية يجب إن يفكر فيها الكاتب أياً كان مجال عملة لان أمانة القلم والإحساس بالمسئولية تحثه وترغمه على ذلك وتفرض عليه أن تزهق روح قلمه وان يفني أوراقة في سبيل الوصول إلى رأي يخدم ويرتقي بالرأي الأخر والنتيجة هنا ستكون أجابية وتسير في الاتجاه الصحيح وعلى كاتبنا الرياضي مراعاة مساحات القدرة الإبداعية لكل شخص يكون تحت رحمة تعليقه وتقييمه ثم إن التركيبة العصرية للكاتب لها مقومات أساسية منها الحضور الذهني الجيد الذي يجب أن يتواكب مع قوة قلمه وموقعة في المطبوعة ناهيك عن التواجد الدائم في قلب الحدث ( المراسلون ) جميعها تؤدي إلى كبد الحقيقة، ومنها تنطلق المصداقية المطلوبة التي يبحث عنها القارئ العصري وما سبق من مقومات تؤدي إلى أبسط التعابير وتناقل الأخبار الصحيحة، وهذه بدورها لا تثير التساؤلات من القارئ للوصول إلى شريحة من الأخبار الغامضة والتي تهم القارئ المعني الحقيقي بالميول. ومن هنا ينطلق وعي ( الكاتب ) الرياضي للإسهام بالرفع من شأن القارئ فكريا وأدبيا ورياضيا. وبناء عليه فعلى كل كاتب أن ينثر طرحه وتعامله وأهتمامه وقبل ذلك مصداقيته مع الضغط على الأخيرة ، ولا أنسى أو أتجاهل أن هناك شريحة من القراء والمتابعين أصبحوا أكثر فطنه وذكاء وعلم ومعرفة من كثير من الكتاب والصحفيين، فمتى سنرى بعض كتابنا الرياضيين يرتقوا بأفكارهم فيما يطرحوا ويحاولوا أن يحترموا فكر القارئ والمتلاقي فنحن جميعا في منظومة واحدة لن نرتقي إلا بالطرح الراقي والرأي الهادف البناء. وما أريد أن اختم به مقالي هذا وهو أمنيتي في أن يصبح الكتاب الإعلاميين وأيضاً مقدمي بعض البرامج الرياضية قادة للجماهير المتابعة لهم بالطرح المُتزن وعدم الاندفاع العاطفي خلف الأهواء التي تسببت في المزيد من الإحتقان داخل رياضتنا وبدأت تلوث كل جميل يخرج لنا من داخلها. هي أمنية أعتقد صعب تحقيقها في رياضتنا ..