ينقسم الناس إلى قسمين حالياً: الذين يرون فستاناً أزرق وأسود، والذين يرونه أبيض وذهبياً. فصورة فستان مقلم منشورة على خدمة «تامبلر» تثير جنون مستخدمي الشبكة العنكبوتية. بدأت القصة عندما طلبت مستخدمة تستخدم اسم «سويكد» المساعدة على موقع «تامبلر»، كاتبة: «يا شباب، ساعدوني رجاء! فهل هذا الثوب أبيض وذهبي أم أزرق وأسود؟ لم أبتّ هذه المسألة مع أصدقائي وتسود حالة ذعر بيننا». وأرفقت المستخدمة صورة لفستان عادي، معلقة عليها: «إن لم يكن هذا الفستان ذهبياً، فحياتي برمتها هي كذبة. أنا على وشك البكاء. أرجوكم أن تتداولوا هذه الصورة لتصل حتى إلى الناسا (الوكالة الأميركية للطيران والفضاء) كي نجد جواباً». وتطرق موقع «بازفيد» إلى هذا الجدل الذي سرعان ما أثار ضجة على شبكة الإنترنت. وبعد 14 ساعة من ذلك، اطلع 25 مليون شخص على الصفحة. ورأى 72 في المئة من مستخدمي الإنترنت أن الفستان أبيض وذهبي، في حين اعتبر 28 في المئة منهم أنه أزرق وأسود. وكتب أحد المغردين على «تويتر»: «قصة الثوب هذا سخيفة إلى أن تراه زوجتك بلون مختلف عنك، فينهار عالمك». ونشب نزاع بين كانيي ويست وكيم كارداشيان على هذه المسألة، في حين شعرت تايلور سويفت بالخوف، حتى لو كان جلياً لها أن الفستان أزرق وأسود، كما كتبت على «تويتر» في رسالة تم تداولها 90 ألف مرة. أما المغنية كايتي بيري التي يتتبع حسابها 66 مليون مستخدم، فاقترحت تناول حبة لتهدئة الأعصاب من شدة الاضطراب. لكن هذا الفستان الذي تباينت آراء الناس في شأنه ليس مسحوراً. وقدمت توضيحات منطقية لتفسير هذا التباين، من بينها النظرية الآتية: لا يرى أحد الألوان بالطريقة عينها مثل الآخرين، فالمواد الحساسة للضوء تنتشر في شبكية العين، وهي تعرف بالمخاريط والقضبان الصغيرة، كما شرحت رينا غارغ المساعدة في قسم طب العيون في مستشفى ماونت سايناي في نيويورك. وتساعد المخاريط على تمييز الألوان ورؤيتها بوضوح، في حين أن القضبان الصغيرة الحساسة أكثر للضوء تساعدنا على الرؤية في الظلمة والتمييز بين الأبيض والأسود. وقالت غارغ: «إنها صورة لم تصور كما ينبغي والتقطت على الأرجح بهاتف محمول. وتختلف رؤيتها باختلاف الإشارات الصادرة عن شبكية العين. فإذا رأيتم الفستان أزرق وأسود، فهذا يعني أن الصورة معرضة للضوء أكثر من اللزوم بالنسبة إليكم وتبدو لكم الألوان أغمق بعد تكييف شبكيتكم. وإذا كنتم ترونه أبيض وذهبياً، فهذا دليل على أن الصورة لم تتعرض للضوء بما فيه الكفاية وبدت لكم أفتح بعد التكييفات التي أجرتها الشبكية». وحقق موقع «ماشابل» في هذه القضية ووجد المتجر الذي يبيع الفستان، فتبين له أن الشركة البريطانية «رومان أوريجينالز» تبيع «هذا الفستان الضيق الأزرق والأسود» بـ 50 جنيهاً استرلينياً (77 دولاراً أميركياً) على موقعها الإلكتروني، وتحقق مبيعات قياسية منه.