كشف برنامج حافز عن توفّر وظائف بمسمى محصّلات ديون للنساء السعوديات، داعياً الراغبات في شغل الوظيفة إلى المسارعة بإنهاء إجراءاتهن!. وتتمثل مهام وظيفة محصلة الديون في تتبع تحصيل الكمبيالات والشيكات والديون وملاحقة المتعثّرات في السداد وتقديم لوائح الاستدعاء إلى المحاكم، لإجبارهن على السداد، في مقابل رواتب تصل إلى 4 آلاف ريال!. هذا هو الخبر المعلن، وقبل ذلك رأيت من عرض عليها حافز وظيفة مديرة شركة مقاولات في منطقة تبعد عن منطقتها أكثر من 600 كيلو متر!. مثل هذه الإعلانات الوظيفية الحافزية لا تعني لدي إلا أحد أمرين: أن المسؤول عن توفير الوظائف في حافز غير سعودي أو بمعنى أصح غير عربي، وبالتالي فهو لا يعرف بيئتنا وواقعنا، أو أنه جهاز حاسب آلي بلا مشاعر ويتعامل مع المرأة السعودية كما يتعامل مع الأمريكية الجنوبية، وبالتالي تخرج الوظائف التي يوفرها غير مناسبة لشبابنا وشاباتنا، ومن ثمّ لا تجد قبولاً لديهم لعدم القدرة على شغلها، وبعدها تبدأ حملة التضليل المبنية على إحصائيات قائمة على معلومات غير واقعية، وتطلق علينا النتائج الخطيرة التي توصلت من خلال الاحصائيات الدقيقة إلى أن الشباب والشابات السعوديين غير جادين؛ بدليل نسبة الرفض للوظائف التي عرضت عليهم! إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع!. وظيفة محصل ديون أرهقت الرجال الأشداء الذين يملكون الوقت والقدرة على السفر والمواجهة، فكيف يراد من المرأة التي أساسها الرقة والرحمة أن تتصدى لهذه المهمة العسيرة؟!. أهداف حافز نبيلة ومميزة ولكن هذا البعد عن الواقع سيزعزع الثقة بهذه الأهداف كما هو الحاصل، حتى أصبحت العلاقة بحافز لدى كثير من شبابنا وشاباتنا مقتصرة على مكافأة يأخذونها لمدة سنة، ثم بعد ذلك يبحثون عن الواسطة التي تستطيع توفير الوظيفة المناسبة لهم!. أتمنى أن نرى من حافز وظائف يتسابق عليها الشباب والشابات وتكون مناسبة لهم لكي تحقق تطلعاتهم كما هي أهداف حافز، وإذا كان الأخوة المحفّزون مصممين على وظائف مثل محصلة ديون فليتم تدريب الراغبات على مهارات الكاراتيه والجودو ومعهما الكونغ فو للضرورة القصوى!. متخصص بالشأن الاجتماعي