مشهد يتكرر منذ ثلاث سنوات.. يخرج الشاب محمد مصطفى الغطريفي قاصداً أحد مساجد مدينة أسيوط جنوب مصر، ليلتقي والده ومعه العشرات من الصم والبكم ليترجم لهم خطبة الجمعة عبر لغة الإشارة. ورغم عمل الشاب محمد كمترجم للغة الإشارة بالمجلس القومي للإعاقة في نفس المدينة، فإنه يحب ترجمة خطبة الجمعة ولا يتقاضى عليها أجراً، بل حرص على ذلك منذ أن كان يعمل أخصائياً رياضياً. ولم تكن هذه مهنته الأساسية، لكن مساعدة الصم والبكم وتخفيف معاناتهم في التواصل أصبحت همه الأكبر. ويروي الغطريفي للجزيرة نت أنه انخرط في هذا العمل التطوعي، بعد أن تعلم لغة الإشارة من والده الذي ينتمي لفئة الصم والبكم، وبات يتواصل معه بشكل أفضل ويسهل له التواصل مع أصحابه وجيرانه. شعور محمد الغطريفي بمعاناة فئة الصم والبكم الشديدة لعدم فهمهم خطبة الجمعة، دفعه ليكون حلقة الوصل بينهم والخطباء. فئة مهمشة وطالب الغطريفي أي شخص يجيد لغة الإشارة باستثمارها في شيء مفيد، لينفع الصم والبكم دون تحقيق منفعة شخصية، حتى يستطيع المجتمع مساعدة هذه الفئة المهمشة والمهضومة حقوقها. ويقارن الغطريفي الأب بين مستوى ابنه في الترجمة في البداية وما وصل إليه الآن. ويضيف أنه مثل غيره من الصم في أسيوط ما كان ليتعلم دينه لولا إجادة ابنه لغة الإشارة، متمنياً وجود شخص آخر لمساعدة هذه الفئة الهشة. ويحرص الصم على حضور ترجمة الغطريفي في المسجد، وبعضهم يقطع مسافات طويلة ويأتي من محافظات مجاورة لهذا الغرض. ويقول أحدهم للجزيرة نت أستطيع أن أفهم جيداً خطبة الجمعة وأستفيد منها من خلال الترجمة. ويعلق آخر ويدعى علي كل جمعة أحضر لكي أتعلم من محمد الذي يترجم بلغة الإشارة وعندما يترجم ببطء أفهم جيداً.