كان مساء الثلاثاء من الأسبوع الفائت مساء مختلفاً واستثنائياً في جميع جوانبه، ذلك المساء الذي تشرفنا فيه بالتواجد في مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية (سايتك) لحضور قافلة شباب الغد في المنطقة الشرقية، والتي قامت بتنظيمها والدعوة إليها مؤسسة الغد برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ورئاسته الفخرية. في ذلك المساء الشرقاوي الجميل، وعلى ضفاف كورنيش مدينة الخبر، كنا على موعد مع تشريف صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية لحفل قافلة شباب الغد بعد برنامج حافل وفعاليات مفعمة بالألق لشباب الغد في رحاب منطقة الخير والحب والجمال. ذلك المساء العليل بأجوائه الاحتفالية الرائعة كان مختلفاً بمستوى الرعاية والتشريف وبمناسبته اللافتة وبالمكان والزمان وبالمؤسسة المنظمة والراعية وبالمستهدفين أبنائنا وبناتنا من شباب وشابات الوطن المبدعين. الأمير سعود بن نايف -حفظه الله- وكعادته الدائمة ودوره المحوري واهتمامه الدؤوب بكل ما يخدم المنطقة ومواطنيها، أعطى من اهتمامه ووقته الكثير للشباب، ولعل استضافة قافلة شباب الغد في محطتها الرابعة في الشرقية لهي إشارة في غاية الأهمية لما يحظى به شباب المنطقة وشباب الوطن من مكانة لدى سموه الكريم. لقد كان الحوار المفتوح في تلك الليلة بين سموه وبين شباب الغد حوار الأخ الكبير لإخوانه الشباب، ذلك الحوار الذي اتسم بالشفافية والوضوح والنقاش الهادف دون حواجز ولا بروتوكولات ولا إعداد مسبق، فكان أن خرج الحفل واللقاء والحوار بأجمل صورة ممكنة وبمستوى عال جداً من الفائدة والرقي. وحين يجتمع الحوار مع الشباب والرؤية مع الإبداع فجميع الحضور كانوا على موعد مع أمسية مميزة جداً، لقد ركز سمو أمير الشرقية -وفقه الله- على عدة محاور في حواره مع أبنائه وبناته الشباب من أهمها: أن شباب المملكة هم مشروع المستقبل ولا بد من تقديم الدعم والتشجيع لهم، من المهم توفير كل ما يمكننا للشباب من علم وتعليم وتدريب، لا بد من فتح المجال بشكل منهجي للشباب لإبراز ما لديهم من قدرات وإشراكهم في صنع القرار وجعلهم شركاء فاعلين في القطاعين، علينا دراسة كل فكرة قبل أن تنفذ والنظر في طريقة التنفيذ بشكل علمي وعملي وتبني أي فكرة رائدة تخدم شبابنا وشاباتنا، نراهن على الشباب في الشرقية، ولقد تم ضمهم إلى مجلس المنطقة وهم الساعد الأيمن والعين والقلب للمجلس، التمسك بثوابت ديننا والتقيد بتعاليم الدين القويم، فنحن لا نزال بخير ما تمسكنا بها، على البيت وخاصة الأمهات دور كبير في حماية أبنائهم من الانحراف والتطرف والإرهاب، وكذلك القطاع التعليمي ورسالة المسجد، فبتكاتف الجهود نحصن أنفسنا، كما نفاخر بالتاريخ ينبغي أن نفاخر بالحاضر فما تم إنجازه يعتبر إنجازاً كبيراً جداً وغير عادي في عمر الزمن والدول، سنحرص على دعم وتخصيص برامج تخص الشباب وتتفق مع هواياتهم مع الإشارة للبرامج والفعاليات النوعية الموجهة للشباب في المنطقة الشرقية، ومنها إثراء المعرفة وملتقى شباب الخبر وبرامج السيارات والدراجات النارية وغيرها، لا أحب كلمة وظيفة فهي تشعرني بنوع من الإحباط أحب كلمة عمل ففرص العمل موجودة ومتاحة، وعندما يعطي الشاب الحد الأعلى من طاقته ويستثمر الحد الأدنى من الإمكانات المتاحة سيكون النجاح حليفه، ذوو الاحتياجات الخاصة لهم منا كل الحب والاهتمام، نوجه بالالتزام بكود البناء الذي يراعي هذه الفئة الغالية علينا ومجلس الاثنين في الإمارة يحضره عدد من إخواننا المصابين بالعوق السمعي مع مترجم بلغة الإشارة، من استراتيجيات الهيئة العليا لتطوير الشرقية أن تكون الشرقية وجهة سياحية عالمية وهي من ضمن أولوياتنا، فالشرقية لها مقومات سياحية بارزة وهي متحف مفتوح. كانت تلك أبرز ما تمكنت من تدوينه من حديث سموه الضافي. ومن اللفتات الجميلة في الحفل طلب سموه من أحد شباب الأعمال في الشرقية وهو نايف القحطاني أن يتحدث عن تجربته فتحدث وأبهر الحضور، حيث بدأ سائقاً لرافعة شوكية إلى أن أصبح الآن مالكاً لشركته الخاصة. ويبقى الشكر والتقدير والامتنان لرئيسة مؤسسة الغد صاحبة السمو الأميرة نوف بنت فيصل بن تركي التي آمنت بقدرات وإبداعات وإنجازات شباب وشابات وطنها فقدمت هذه المبادرات النوعية لهذه الفئة الغالية في مجتمعنا. تربوي