×
محافظة الجوف

إحباط تهريب 600 ألف حبة كبتاجون بجمرك الحديثة

صورة الخبر

الذين يبذلون جهودا عظيمة في مجالات أعمالهم بصدق ويتفانون في خدمة أوطانهم بإخلاص يستحقون من الجميع الشكر والتقدير والثناء العاطر . ولعل معالي الدكتور محمد بن سعد الحريقي الذي يودع الباحة وجامعتها يعد أحد الرموز الوطنية المخلصة. ساهم بوعي ودأب في تأسيس جامعة الباحة على مرتكزات علمية وعملية عالية المستوى . كان يبحث طيلة فترة إدارته للجامعة عن العناصر الاكاديمية القادرة والمتمكنة من جامعات المملكة وغيرها ويسعى لكسبهم لبناء صرح أكاديمي شامخ تكون معطياته خيرا وثراء للوطن. فكم كانت سعادته عندما يجد الموافقة ممن عرفوا في الوسط الأكاديمي بالعطاء وتميز الأداء وبعكس ذلك كانت آلامه تزيد عندما يقابل بالاعتذار وعدم الموافقة ممن كان يأمل أو يتمنى انتقالهم الى المنطقة..خاصة من أبنائها المتميزين الذين يعملون في الجامعات الأخرى. ولم ينحصر هذا الهم على استقطاب الأكاديميين فقط بل كان شديد الحرص على أن يلتحق بالجامعة أفضل الموظفين الإداريين لتكتمل منظومة العمل بشكل متناسق. والحقيقة أن التأسيس والبناء ليست بالعملية السهلة واليسيرة بل هي متعبة حقا ومرهقة جدا تستهلك الجهد وتستغرق الكثير من الوقت. والجامعة بعمرها القصير لازالت في مرحلة التأسيس ومع ذلك فأنها قطعت شوطا جيدا وفق خطة استراتيجية موفقة. حيث أقامت خمس عشرة كلية تقف على رأسها كلية الطب التي ستخرج أولى دفعاتها نهاية هذا العام إن شاء الله, وكذلك كلية الهندسة بأقسامها المختلفة التي خرجت دفعتين تقريبا غير الكليات الأخرى التي دفعت لسوق العمل بأعداد غير قليلة من المتخرجين منها خلال السنوات الخمس الماضية. وكذلك الكليات الأربع التي تخدم سكان محافظات المخواه وبلجرشي والمندق وقلوة, إلى جانب برامج التجسير ودراسة الماجستير التي سبقت بها بعض الجامعات لإعطاء فرصة الدراسة للمهتمين من الراغبين وتنشيط البحث العلمي وتحسين المستوى لما لها من أثر إيجابي ينعكس على المملكة عموما, وعلى منطقة الباحة على وجه الخصوص, وغير ذلك من البرامج الهادفة والأعمال الرفيعة . ونعلم أن صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبد العزيز أمير المنطقة – حفظه الله – كان داعما أساسيا ومشجعا للجامعة بمتابعته المستمرة لأمورها من واقع اهتمامه الكبير بتطويرها وإعلاء مستواها ومعالجة أمورها والعمل في ضوء الرؤية والرسالة المحددتين لتوفير تعليم عال ذي جدوة بما يتوافق مع المبادئ والثوابت الإسلامية لبلادنا. والحرص على إعداد كوادر وطنية مؤهلة تأهيلا شاملا بما يتطابق مع المعايير العالمية والرؤى المستقبلية للتعليم العالي, وبما ينسجم مع التطور الحالي للدولة لتلبية احتياجات سوق العمل في المملكة .والجميل أن جامعة الباحة بقيادة الحريقي حملت رسالتها وأدت مسؤوليتها بمشاركة وتعاون الأكاديميين فيها وفق تطلعات راقية اهتمت بمفاهيم التعلم والتطوير المستمر ومن أجل ذلك خُصصت عمادات خاصة للتعلم الالكتروني والتطوير الجامعي . كما اهتمت بإيجاد الكراسي العلمية بتعاون رجال الأعمال النابهين من الوطنيين الصادقين وكذلك برامج التعاون مع الجامعات العالمية وإقامة الملتقيات العلمية وتنظيم المعارض الإثرائية. وما ذكر يمثل إشارات محدودة وليست شاملة عن الجامعة التي تحققت بتضافر الجهد من منسوبي الجامعة بقيادة هذا الأكاديمي الناضج الذي عرف أيضا بسماحة النفس والتواضع وحسن التعامل وكريم الاخلاق مع المجتمع . فكلمة شكرا قليلة في حق الدكتور الحريقي (ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله عزّ وجلّ) وباسمي شخصيا وباسم الأهالي الطيبين نقول لك شكرا من الأعماق على ما قدمت وجزاك الله عنا خير الجزاء, فالوطن الغالي بحاجة إلى أمثالك من الرجال الصادقين .