بدأت شركة جوجل في التجهيز للجيل الثاني من نظارتها الذكية، جوجل جلاس Google Glass، عبر إجراء تغييرات واسعة على فريق المطورين القائم على المشروع، وذلك بعد أن خرج من نطاق معمل جوجل إكس ليصبح قسما مستقلا بالشركة. وكانت جوجل قد اسندت في يناير الماضي مهمة الإشراف على مشروع النظارة الذكية إلى المهندس الأمريكي ذو الأصول اللبنانية، طوني فاضل، بجانب مهمته في رئاسة شركتها الفرعية سنت، ومن ثم قررت إيقاف برنامج بيع الجيل الأول من النظارة وتأجل طرحها للمستخدمين العاديين. ورأى عدد من محللي السوق أن قرار إيقاف بيع النظارة الذكية يعد بمثابة بداية النهاية للمشروع خاصة في ظل المخاوف الكبيرة المتعلقة بالخصوصية سواء من السلطات أو المستخدمين العاديين، بجانب تكلفة التصنيع العالية للنظارة وسعر البيع المرتفع مما سيُقلل من مبيعاتها وعائدات جوجل. وعلى عكس التوقعات، بدأت جوجل خلال شهر فبراير الجاري في تجهيز فريق المطورين الذي سيتولى تطوير وتصنيع الجيل الثاني من نظاراتها الذكية، وهو الفريق الذي شهد عدة تغييرات برحيل عدد من المطورين الأساسيين وقدوم أخرين جدد. ويعد ستيفن لو، رئيس مطوري النظام الذي تعمل به النظارة الذكية، أبرز الراحلين عن فريق تطوير المشروع، حيث أكد على حسابه الشخصي مطلع الشهر الجاري أنه سينتقل للعمل ضمن فريق تطوير يوتيوب بعد ما يقرب من أربعة سنوات قضاها في العمل على جوجل جلاس. وأعلن خلال فبراير الجاري كذلك كل من بيير يفي لاليجان وساليل بانديت، وكلاهما من المهندسين العاملين على النظارة، رحيلهما لأقسام مختلفة في جوجل، حيث إنضم الأول لفريق تطوير أندرويد، فيما إنضم الثاني إلى يوتيوب. وقال مصدر مطلع على مشروع تطوير النظارة خلال تصريحاته لموقع 9to5google بالنظر إلى حركة التغييرات التي قامت بها جوجل يمكن القول بأن فريق جديد يعمل حالياً على تطوير النسخة القادمة. وأشار نفس الموقع إلى أن جوجل بدأت في إرسال نماذج أولية من نظارة جديدة لعدد من شركائها وذلك لاختبارها وإرسال تعليقاتهم ومقترحاتهم إلى فريق التطوير القائم عليها. ولازالت خبيرة الموضة وابتكار المجوهرات، إيفي روس، تدير الفريق القائم على مشروع جوجل جلاس، إلا أنها ستعمل تحت إشراف توني فاضل، حيث ينوي الثنائي، التعلم من أخطاء الجيل الأول من النظارة للخروج بجيل جديد مناسب للمستخدمين العاديين دون مشاكل خاصة تلك المتعلقة بالخصوصية. وكان توني فاضل قد قال عند توليه مهمة الإشراف على قسم جوجل جلاس الجديد في يناير جهود المشروع الأولى ساهمت بشكل كبير في التعرف على ما هو مهم للمستخدمين والشركات على حد سواء، وذلك في إشارة إلى نيته الاستفادة من تجارب الجيل الأول من النظارة عند تطوير الجيل الجديد. يذكر أن جوجل كانت قد دفعت بنظارتها الذكية، منذ إطلاقها في 2013، في مجال الاستخدام الترفيهي للمستخدمين العاديين إلى جانب مجال الأعمال للشركات والقطاعات المختلفة، إلا أنها حققت نجاحاً كبيرا في مجال الأعمال مقارنة بمجال الاستخدام العادي، حيث بدأت تستخدم في مجالات مثل الطب والإعلانات والحفاظ على الأمن. وتجدر الإشارة إلى أن تقارير سابقة كانت قد ألمحت إلى إمكانية الكشف عن أولى نماذج الجيل الثاني من جوجل جلاس في سبتمبر المقبل، وأشارت تقارير أخرى إلى أنها ستعمل بمعالج من إنتل، إلا أن جوجل لم ترد بالتأكيد أو النفي على أي من تلك التقارير.