×
محافظة المنطقة الشرقية

27 طريقة وخطة لحياتك مع بداية العام

صورة الخبر

يلملم عام 2015 أوراقه معلنا الرحيل بعد أن نزف دم الثقافة العربية برحيل كبار مبدعيها الذين أفنوا أعمارهم في تكريس قيم الانفتاح على الآخر وقبوله والاشتباك العقلي والوجداني معه في مطارحات فكرية ونقدية كبرى، وبما خلفه أيضا من معركة مواجهة التطرف والإرهاب الفكري في وقت ينمو فيه فكر اليمين المتطرف بشكل خطير، وربما يمتد للعام الجديد 2016 باحثا عن سبل نجاح تجديد الخطاب الديني. وودعت الثقافة العربية الكاتب ادوارد الخراط صاحب الحساسية الجديدة في الكتابة وأحد رواد الحداثة، كروائي وموسوعي عرف مترجما وشاعرا وقصاصا عزف على وتر الإنسان الفرد والروح الإنسانية حين تواجه معاني اليأس والخيبة. وجاء رحيل الكاتب المصري سليمان فياض، الذي توفي في فبراير الماضي عن 86 عاما، لتتسع دائرة الفقد في المشهد الثقافي العربي، لكنه ترك عشرات الكتب في الدراسات اللغوية والقواميس العربية وتطوير قواعد النحو. ولفياض إبداعات في القصة القصيرة والرواية فضلا عن التأريخ لأعلام العرب ومنهم «ابن النفيس» و«ابن الهيثم» و«ابن بطوطة» و«البيروني» و«جابر بن حيان» و«ابن البيطار» و«ابن سينا» و«ابن رشد» و«الفارابي» و«الخوارزمي» و«الإدريسي» و«الدميري» و«ابن ماجد» و«القزويني» و«الجاحظ» و«ابن خلدون». أما الكاتب جمال الغيطاني فقد دخل في غيبوبة استمرت أكثر من شهرين ليغادر بعدها حياتنا تاركا نحو 50 كتابا في القصة القصيرة والرواية وأدب الرحلات وأدب الحرب والتأريخ لأماكن تاريخية وأثرية والسير الخاصة بأعلام منهم توفيق الحكيم ونجيب محفوظ. وفي 21 أبريل الماضي فقدت الساحة الشعرية العربية أحد أعمدتها وهو عبدالرحمن الأبنودي بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز الـ77 عاما، وذلك بعد أن خلف إنجازا شعريا ترجمه في 22 ديوانا شعريا، ومن أشهر أعماله «السيرة الهلالية»، كما ألف العديد من الأغاني التي صدحت بها أسماء بارزة في العالم العربي . وغابت عن عالمنا الروائية والسينمائية الجزائرية آسيا جبار بمستشفى بباريس، وذلك بعد أن لفتت الأنظار برواياتها التي كتبتها بالفرنسية بجانب فيلمين سينمائيين هما «نوبة نساء جبل شنوة» 1977 و«الزردة وأغاني النسيان» 1982. وانتخبت الراحلة لعضوية أكاديمية اللغة الفرنسية عام 2005 كأول امرأة عربية تتبوأ ذلك المكان وترشحت لجائزة نوبل للآداب. وتواكبها في القيمة عالمة الاجتماع المغربية فاطمة المرنيسي، التي توفيت في نوفمبر بعد أن كرست جهودها لإنجاز مشروع فكري عن حقوق المرأة، ومن الراحلين الشاعر السوداني المقيم بالمغرب محمد الفيتوري الملقب بشاعر أفريقيا والعروبة، وغيبه الموت في أبريل الماضي بأحد مستشفيات الرباط بعد معاناة مع المرض. كما غيب الموت الروائي والباحث البحريني خالد البسام عن 59 عاما بعد أن أنجز مشروعه الروائي والتاريخي بالخليج في كتب منها «يا زمان الخليج» و«كلنا فداك.. البحرين والقضية الفلسطينية 1917-1948» و«تلك الأيام.. حكايات وصور من بدايات البحرين» و«القوافل» الذي رصد فيه تأثير رحلات الإرساليات الأمريكية في مدن الخليج والجزيرة العربية بين عامي 1901 و1926 على الحياة الاجتماعية والثقافية. أبى عام 2015 الرحيل دون أن يشعل معركة فكرية حول تأويلات الباحثين في المخطوطات وتصوراتهم النقدية وفي مقدمتهم الكاتب يوسف زيدان الذي أطلق تصريحات مثيرة للجدل، زعم فيها أنه لا وجود للمسجد الأقصى في مكانه القائم الآن، وشكك في رواية الإسراء والمعراج، ما دفع العلماء لاتهامه بالخروج من الإسلام. كما استفز زيدان مشاعر المسيحيين حين قال «لا يوجد في المسيحية ما يسمى بالقدس، لكنها تعرف باسم إليا»، معتبراً أن القدس كلمة «عبرانية» وليست مسيحية. واستطاعت كوكبة من الروايات الاستحواذ على القارئ العربي على مدى عام 2015 ومنها رواية «الزانية» لباولو كويلو، واحتلت قائمة أعلى المبيعات بالمكتبات المصرية لعام 2015، وهي صادرة عن دار نشر هاتشينسون التي تتناول موضوع الزنا. وكان للإعلامي يسري فودة كتاب «في طريق الأذى»، الكتاب صادر عن دار الشروق، حقق قراءة عالية ويوثق خلاله رحلته للقاء مع رئيس اللجنة العسكرية لتنظيم القاعدة خالد شيخ محمد ورمزي بن الشيبة المنسق العام لهجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة ورحلته إلى العراق الذي ذهب إليه متسللا من سوريا عام 2006 لجمع مادة استقصائية عن الجيش الإسلامي في العراق. كما حققت رواية «شوق الدرويش» للسوداني حمور الصادرة عن دار العين للنشر، حضورا كبيرا في المشهد الأدبي العربي، وهي رواية تاريخية ملحمية تتميز بسردها لعالم الحب والاستبداد والعبودية والثورة المهدية في السودان في القرن 19. أما رواية «الطلياني» للتونسي شكري المبخوت الصادرة عن دار التنوير، فقد حصد بها التونسي الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2015 «البوكر».