بيروت: كارولين عاكوم شيّعت بلدة عرسال، في شمال شرقي لبنان يوم أمس، اثنين من أبنائها، هما عمر الأطرش وسامر الحجيري في حين لا تزال ملابسات مقتلهما مجهولة رغم تعدّد الروايات والفرضيات. كذلك لم يعرف لغاية الآن مصير سامح البريدي الذي كان يرافقهما في السيارة التي استهدفت في منطقة واقعة بين جرود عرسال وريف القصير السورية. اسم الأطرش كان قد تردد في بعض وسائل الإعلام اللبنانية كمشتبه به ومتهم في عمليات أمنية عدة، ومنها تفجير الرويس في الضاحية الجنوبية في بيروت وإطلاق الصواريخ باتجاه الضاحية. غير أنه عاد وظهر قبل أسبوعين في شريط فيديو ليعلن تشكيله مجموعة مسلحة تقاتل ضد النظام السوري، وينفي في الوقت عينه أن يكون قد نفّذ أي عمليات أمنية داخل الأراضي اللبنانية، مهددا بأن «ما حصل مع الشيخ أحمد الأسير في صيدا لن يتكرر في عرسال، بل سيشهدون حربا حقيقية». ومن جانب آخر كان وزير الدفاع اللبناني فايز غصن قد أعلن في وقت سابق في بيان له، أنّ مديرية الاستخبارات في الجيش اللبناني اعتقلت في 27 (يوليو) تموز الماضي حسن حسين رايد (سوري الجنسية) الذي اعترف بأنّه بالاشتراك مع الأطرش وآخرين، قاموا بتنفيذ بعض العمليات الإرهابية وتحضير سيارات مفخخة، واصفا الأخير بأنّه «الرأس المدبر لهذه المجموعة». وأشار بيان الوزير إلى اعتراف الموقوف بالمشاركة «في إعداد وتفجير العبوتين الناسفتين على طريق الهرمل (في سهل البقاع في السابع من يوليو»، لافتا إلى أن الموقوف اعترف باطلاعه «على قيام كل من عمر وسامي الأطرش وزهير حسين أمون وسامح البريدي وأحمد عبد الكريم حميد بتجهيز عدد من السيارات المفخخة لتفجيرها في الضاحية الجنوبية لبيروت وغيرها من المناطق اللبنانية». رئيس بلدية عرسال علي الحجيري صرح لـ«الشرق الأوسط» بأنه لا معلومات لديه حول الحادثة، وأن أحدا لم يستطع التعرف على الجثث بسبب تحولها إلى أشلاء، بينما قال مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط» إنّ «الدولة اللبنانية غير معنية بالحادث بشكل مباشر كون استهداف السيارة حصل خارج الأراضي اللبنانية. أما المعلومات الأكيدة المتوافرة لغاية الآن، فهي أنّه لم يبق من جثتي الأطرش والحجيري شيء وما كان ممكنا التعرّف إليهما، ولكن جرى التعرف على جثة شخص آخر كان برفقتهما ذُكر أنه مواطن سوري وقد نجا شخص رابع يدعى سامح البريدي». هذا، وتتعدّد الفرضيات، وفق المصدر، لجهة كيفية استهداف السيارة، فقد تكون نتيجة لغم أرضي أو متفجرة أو صاروخ أرض - أرض، موضحا أنّ تعذّر معاينة الجثث أو السيارة يحول دون القدرة على تحديد الوسيلة المستخدمة في هذا الاستهداف. في المقابل، وفي حين تشير بعض المعلومات إلى أنّ جهات لبنانية كانت قد طلبت من قيادة الجيش السوري «متابعة تحرّكات الأطرش والعمل على اعتقاله أو اغتياله مهما كلّف الأمر»، اعتبر المصدر العسكري في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أنّه لو كانت لأي جهة علاقة بالحادثة، كانت عمدت إلى اعتقاله بدل التخلص منه، مشيرا في الوقت عينه إلى أنّ المنطقة التي وقعت فيها الحادثة تقع تحت سيطرة جهة معينة، ملمحا إلى المعارضة السورية، ومرجحا أن يكون قرار التخلص منه جاء نتيجة «خلافات داخلية».