اتهمت معصومة ابتكار مساعدة الرئيس الإيراني، هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، بتحريض الرأي العام ضد الحكومة الإيرانية، ووجهت خطابا مفتوحا إلى رئيس الهيئة، انتقدت فيه «الاستغلال السياسي» في تغطية إضرابات موظفي بعض الدوائر الحكومية. وتناقلت وسائل إعلام إيرانية، أمس، رسالة رئيسة منظمة البيئة الإيرانية إلى محمد سرافراز رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون تنتقد فيها «تغطية إعلامية واسعة» لوقفة نظمها موظفو منظمة البيئة احتجاجا على أوضاعهم المعيشية، ووصفتها بالموجهة والمسيسة، كما استنكرت ابتكار دخول الفريق التلفزيوني إلى مكان الاحتجاج وتغطية الحدث، على الرغم من محاولات منظمة البيئة منع ذلك. وشددت مساعدة الرئيس الإيراني على أن امتناع التلفزيون الرسمي عن نقل وجهة نظر المسؤولين في التقارير التلفزيونية يعد تحريضا وخروجا عن الحياد، واتهمت التلفزيون الرسمي بـ«استغلال المناخ الآمن للنقد وحرية التعبير» التي توفره حكومة حسن روحاني و«الاستغلال السياسي» للاحتجاجات النقابية، وتحريض الشعب ضد الحكومة وتشجيع منتسبي الأجهزة الحكومية الأخرى على الإضرابات والاحتجاجات. وكانت تغطية هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية قبل فترة من جلسات اللجنة البرلمانية الخاصة، وحجب آراء الموافقين للتوافق النووي في الجلسات البرلمانية، أثارت جدلا واسعا واحتجاجا كبيرا من المنابر الإعلامية المؤيدة للسياسات الرئيس حسن روحاني. وبذلك، اعتبرت رئيسة منظمة البيئة تقرير إضراب موظفي المنظمة دليلا صريحا على الاتهامات الموجهة إلى التلفزيون الرسمي بـ«تضخيم الاحتجاجات النقابية» و«تأزيم» المنابر الإعلامية في البلد، واتهمت التلفزيون بالوقوف إلى جانب أشخاص لديهم تجاوزات إدارية في المنظمة التي ترأسها. وبحسب رسالة معصومة ابتكار، فإن المسار الإعلامي الذي تتبعه هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، يحولها من منبر إعلامي وطني إلى منظمة على مستوى تيار خاص تابع لحزب «جبهة الاستقامة» المقربة من محمود أحمدي نجاد. يذكر أن هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية تعتبر من المؤسسات الحكومية التي تخضع مباشرة لصلاحيات المرشد الأعلى الواسعة، كما يختار علي خامنئي رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون وكبار المسؤولين فيها ويوقع على ميزانيتها. من جهته، دعا هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، هيئة الإذاعة والتلفزيون إلى الابتعاد عن النشاط الحزبي. وفي إشارة إلى الاستحقاقات الانتخابية في فبراير (شباط) المقبل، قال، أمس، في مدينة همدان، إن بلاده ستحصد نتائج عكسية إذا ما قامت هيئة الإذاعة والتلفزيون بنشاط حزبي «مثلما حصل في الانتخابات السابقة». وفي سياق مواز، انتقد، أمس الأربعاء، المرجع الشيعي آية الله ناصر مكارم شيرازي، برامج هيئة الإذاعة والتلفزيون عن الاتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبرى، وقال، إن البرامج التي استمع إليها حول الاتفاق النووي «خرجت عن الاعتدال والحياد»، وأكد مكارم شيرازي، أنه تلقى شكاوى عدة في سياق تغطيتها للاتفاق النووي وقضايا حكومية أخرى بحسب وكالة «إرنا» الرسمية. شيرازي - الذي يعتبر من أهم المراجع - طالب خلال لقائه بمسؤولين كبار في هيئة الإذاعة والتلفزيون بالحياد في التعامل مع التيارات السياسية وحفظ الاستقرار وحقوق البلد، مؤكدا أن النظام يواجه «غزوا ثقافيا» وحملة إعلامية كبيرة من «أعداء النظام». وطالب شيرازي هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية بالتحول من الحالة الدفاعية إلى الحالة الهجومية و«استغلال ضعف الأعداء» في التصدي لـ«الغزو الثقافي». وضمن هذا السياق، انتقد شيرازي «دعوات زيادة سرعة الإنترنت» في إيران وعدّ تلك الدعوات لأغراض «تجارية للحصول على دخل أكثر»، كما اعتبر زيادة الإنترنت وانتشار استخدامها سببا في «الانحرافات» وارتفاع معدلات الطلاق وعزوف الشباب عن الزواج في إيران.