يأمل مرشحو الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة أن يساعدهم الاستياء من الرئيس باراك أوباما على السيطرة على مجلس الشيوخ، مع دخول مساعيهم مرحلتها الأخيرة قبل الانتخابات التكميلية المقررة اليوم الثلاثاء، فيما بدأ الأمريكيون التصويت المبكر في الانتخابات، وقال ميت رومنى المرشح الجمهورى السابق لانتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2012 أن انتخابات التجديد النصفي ستكون آخر فرصة للأمريكيين للحكم على إدارة الرئيس باراك أوباما، من جانب قال السيناتور الجمهوري: إن الجمهوريين في أغلب الظن سيفوزون بالسيطرة على المجلس وأن الرياح مواتية لصالح الحزب الجمهوري. ويحتاج الأمر حصول الجمهوريين على ستة مقاعد للسيطرة على مجلس الشيوخ الذي يضم مائة عضو .. وتبدو الخريطة الانتخابية في صالح الحزب نظراً لأن المنافسات الرئيسية تجري في ولايات محافظة بطبيعتها مثل أركانسو وجورجيا وألاسكا. ومن شأن سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ أن تزيد من صعوبة مضي أوباما قدماً في أجندته. وعززت استطلاعات رأي الآمال في حصول الجمهوريين على أغلبية في مجلس الشيوخ حتى مع تقارب الفوارق في المنافسة على ثمانية مقاعد على الأقل. ومع ذلك يأمل الديمقراطيون في أن تكلل جهودهم لجمع الأصوات بميل الكفة في المنافسات الرئيسية لصالحهم ، حيث أظهر استطلاع رسمي أجرته شبكة تليفزيون "إن.بي.سي" وصحيفة "وول ستريت جورنال" أن الحزبين في منافسة محتدمة قبيل يوم الانتخابات. ورغم أن أوباما نفسه ليس مدرجاً في هذا الاقتراع ، إلا أنه أوضح أنه يعتبر الانتخابات التكميلية بمثابة استفتاء على سياساته. وبلغت نسبة المستائين من أوباما 52% من المشاركين في استطلاع "إن.بي.سي". ويختار الناخبون، اليوم، 36 عضواً في مجلس الشيوخ وجميع أعضاء مجلس النواب الذي يضم 435 مقعداً وأيضاً 36 من إجمالي 50 حاكم ولاية وآلاف من أعضاء المجالس المحلية. ويسيطر الجمهوريون حالياً على مجلس النواب ولا يتوقع أن يتغير هذا الوضع بل ربما تزيد أغلبية الحزب الجمهوري. استطلاع رأي وأظهر استطلاع للرأي لرويترز/ايبسوس أن نحو ثلث الناخبين الأمريكيين استفادوا من ميزة التصويت المبكر في الانتخابات النصفية للكونجرس المقررة اليوم. وقبل يوم واحد من الانتخابات سعت الشخصيات العامة إلى تعزيز فرص أحزابها في الفوز وانضمت إلى جولات المرشحين في سباق متقارب في شتى الولايات الأمريكية من كولورادو الى مين. وكشف الاستطلاع أن عدداً كبيراً من الناخبين المحتملين أدلوا بأصواتهم بالفعل بمعدلات أعلى مما حدث خلال الأيام التي سبقت انتخابات عام 2012. ولم يتضح مغزى الأرقام للجمهوريين الذين يحاولون انتزاع الأغلبية من الديمقراطيين في مجلس الشيوخ وتعزيز أغلبيتهم في مجلس النواب لكنها تبرز سخونة الانتخابات. التصويت المبكر ويجري التصويت المبكر، إما بالبريد أو في بعض الولايات في مراكز الاقتراع التي تفتح قبل الموعد الرسمي للانتخابات في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني. وكان نحو ربع الناخبين فقط، قد حسموا أمرهم في ذلك الوقت من انتخابات عام 2012 حين كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما يخوض بنجاح الانتخابات للفوز بفترة رئاسية ثانية امام ميت رومني حاكم ماساتشوستس السابق. الحكم على إدارة أوباما وقال ميت رومنى المرشح الجمهورى السابق لانتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2012 إن يوم انتخابات التجديد النصفى للكونجرس سيكون آخر فرصة للأمريكيين للحكم على إدارة الرئيس باراك أوباما. ورفض رومنى ـ فى مقابلة خاصة مع شبكة (فوكس نيوز) الأمريكية ـ التنبؤ بحصول الجمهوريين على الأغلبية فى مجلس الشيوخ وانتزاع السيطرة عليه من الديموقراطيين، غير أنه أعرب عن ثقته فى فوز الجمهوريين بعدد كاف من مقاعد مجلسى الشيوخ والنواب فى انتخابات، اليوم الثلاثاء، ما يسمح بإحداث تغيير فى ديناميكية الكونجرس وتمرير قانون الهجرة المثير للجدل فى الولايات المتحدة. وأكد رومنى الذى خسر انتخابات الرئاسة أمام أوباما عام 2012 ـ أن التغيير الذى سيحدث فى الكونجرس سيسمح بتمرير العديد من القوانين، ما سيثبت للرأى العام الأمريكى أن الحزب الجمهورى ليس هو الحزب الذى يعرقل مسيرة سن القوانين فى الكونجرس. وانتقد رومنى ما اعتبره فشل أوباما على مدى السنوات الست الماضية فى العديد من القضايا التى تهم الناخب الأمريكى مثل تعزيز أمن الحدود الأمريكية الجنوبية مع المكسيك، بالإضافة إلى إحداث تحسن فى الاقتصاد والتعليم. من جهته، قال السيناتور الجمهوري راند بول: إن الجمهوريين في أغلب الظن سيفوزون بالسيطرة على مجلس الشيوخ الأمريكي وإن الرياح مواتية لصالح الحزب الجمهوري. وأعرب بول – في مقابلة خاصة مع محطة سي ان ان الإخبارية الأامريكية أجراها قبل يوم واحد من انتخابات التجديد النصفي في الكونجرس – عن اعتقاده بأن الأمريكيين على استعداد لاستقبال قيادة جديدة على حد قوله. وتشير أحدث الاستطلاعات الأمريكية لتقدم المرشحين الجمهوريين في انتخابات مجلس الشيوخ في الولايات الرئيسية خاصة ولاية ايوا التي يواجه فيها الديموقراطيون منافسة شرسة من جانب الجمهوريين. فقد كشفت الاستطلاعات عن تقدم المرشحة الجمهورية جوني ايرنست على منافسها الديموقراطي بروس برالي بنسبة 51 بالمائة مقابل 44 بالمائة . ووفقاً لأحدث استطلاع رأي أجرته شبكة ان بي سي الأمريكية، يحقق الجمهوريون تقدماً أيضاً في انتخابات مجلس الشيوخ في ولايات كنتاكي وهي ولاية زعيم الأقلية الجمهوري بمجلس الشيوخ ميتش ماكونيل وكذلك في جورجيا التي كان الديموقراطيون يأملون فى أن يفوزوا بمقعد فيها، وأخيراً ولاية لويزيانيا، حيث تدور منافسة شرسة بين الجمهوريين والديموقراطيين. وكان المرشحون الديموقراطيون قد حاولوا خلال حملاتهم الانتخابية الاستعانة بعائلة كلينتون لدعمهم لدى الناخبين في حين حاولوا أن ينأوا بأنفسهم بعيداً عن الرئيس باراك أوباما الذي بدت بعض سياساته لا تمثل قبولاً لدى الناخب الأمريكي، ويحتاج الجمهوريون للفوز بست مقاعد لانتزاع السيطرة على مجلس الشيوخ من الديموقراطيين. كلفة الانتخابات وكشفت دراسة أجراها معهد "من أجل العدالة الأمريكية"، أن تكاليف حملات الدعاية في انتخابات التجديد النصفي في الكونجرس، المقرر إجراؤها اليوم الثلاثاء، ارتفعت إلى 4 مليارات دولار، وهي أعلى تكلفة للحملات الانتخابية في تاريخ الولايات المتحدة، ونبهت الدراسة إلى أن إنفاق الأمريكيين على الحلوى والأزياء التنكرية والزينة، احتفالاً بعيد الهالوين، الجمعة، بلغت 7.4 مليار دولار هذا العام، أي ضعف الإنفاق على الحملات الانتخابية، على مدى تاريخ الانتخابات الأمريكية. ووفقاً لاتحاد التجزئة الأمريكي، أنفق الأمريكيون هذا العام 2.8 مليار دولار على الأزياء التنكرية، و2.2 مليار دولار على الحلوى، بالإضافة إلى تكاليف الزينة وبنود الإنفاق الأخرى. وقال الاتحاد، وفقاً لتقديراته، إن نصيب الفرد من الإنفاق، خلال عيد الهالوين، بلغ 77 دولاراً هذا العام. ويسعى الجمهوريون، من خلال إبراز هذه الأرقام، إلى التقليل من أهمية ما يثار بشأن ضخامة الإنفاق على الدعاية الانتخابية في حملات انتخابات الكونجرس. غير أن الديمقراطيين، من ناحية أخرى، أكدوا أهمية هذه المقارنة، قائلين: "إن الإنفاق الانتخابي المبالغ فيه يعطي نفوذاً أقوى للأغنياء، خاصة الجمهوريين، ويجعل أصوات المواطنين العاديين غير مسموعة".