×
محافظة مكة المكرمة

فوز مخططات جدة الإستراتيجية"2033م" بجائزة عالمية

صورة الخبر

إحدى الحواس التي قد لا نلتف لها هي حاسة الشم، لا أظن أنني تساءلت يوماً عن الكيفية التي يتعرف بها أنفي على الروائح المختلفة كيف يميز بين رائحة وأخرى كيف يرتبط مكان ما أو ذكرى ما برائحه مميزة أستحضرها حين ترتحل الذاكرة لهذا الموقف أو تفاصيله. حتى إنني عندما كنت أمر أثناء دراستي أو عملي البحثي ببعض الأمراض التي من أعراضها فقد حاسة الشم لم أكن لأتوقف وأفكر في ميكانيكية عمل هذه الحاسة ولا عن كيفية تواصل الخلايا العصبية المتعلقة بحاسة الشم مع مراكز التمييز في الدماغ. ولا عن الإمكانية التعددية لهذا الجهاز العصبي في التعرف على الروائح المختلفة. فالمستقبلات العصبية للتعرف على مركب ما قد تكون متنوعة وقد يتشارك مركبان في مستقبلات عصبية معينة مما يزيد من فرصة التعرف على روائح أكثر. وإليكم هذا المثال لتقريب الفكرة –لكن لا تعتبره مثالاً علمياً صحيحاً- لنفترض أن مركب "أ" تتعرف عليه أربع أنواع من المستقبلات فإن إثنان منها قد يملكان خاصية التعرف على مركب آخر لنسميه مركب "ب" الذي يحتاج خمسة أنواع من المستقبلات للتعرف عليه لذلك فإن مركب "ب" قد يشترك مع مركب "أ" في مستقبلات عصبية معينة كما قد يشترك مع مركب "د" في مستقبلات عصبية أخرى. التعرف على الرائحة قد يفسر بظاهرة "القفل والمفتاح" بمعنى أن المستقبل مكمل في شكله للمركب الذي يتعرف عليه لكن هناك نظريات توسع دائرة التفسير فتتحدث عن ذبذبات كيميائية خاصة بكل مركب تجعل خاصية التعرف على الرائحة تأخذ منحى آخر، وكأنك هنا تنظر للعملية الحيوية بنظرة تجمع بين الفيزياء والكيمياء. وهناك أيضاً خاصية مهمة يتمتع بها جهاز الشم لدى الكائنات وهي قدرته على التعرف على المركبات بعد حدوث إصابة تفقد الكائن الشم لفترة مؤقته مثل إصابات الزكام، وهذه الخاصية دفعت العلماء لمحاولة التعرف على الميكانيكية وراء ذلك وكيف تجدد الخلايا، فهل للأنف ذاكرة؟ وما هي الأشياء التي يمكن أن نستفيد منها علمياً وبحثياً من هذه المعلومات؟