هناك الكثير من ضيوف الرحمن وخصوصا كبار السن المصابين بداء السكري الذين يأتون من الخارج يتساهلون خلال أيام الحج مع شكواهم من تأثير داء السكري على شبكية أعينهم وبالتالي يستحملون كل الانعكاسات السلبية في سبيل أداء الفريضة، وهو ما يؤثر على نظرهم، وهؤلاء مطالبون بالتوجه إلى أقرب مستشفى أو مركز صحي في المشاعر المقدسة عند الشعور بأي عوارض غير صحية أو تعب أو إرهاق أو آلام في العينين. فمعروف طبيا أن داء السكري يؤثر علـى أجـزاء مهمة من العين وخصوصا الشبكية والعـدسة، مما يؤدي إلى ضعف البصر أو فقدانه، حيث إن غالبية المصابين بالسكري لا تظهـر عليهم أي عوارض في المراحل الأولى من المرض، وهذه الأعراض تبدأ عادة بالظهور في المراحل المتأخرة من الإصابة وهي ضعف مفاجئ أو تدريجي في النظر، ظهور أجسام متحركة في مجال البصر، ظهور عتمة في مجال البصر، ألم في داخل العين في المراحل المتقدمة جدا. ويمكن اكتشاف تأثير السكري على العين مبكرا واتخاذ الخطوات العلاجية المناسبة وذلك من خلال متابعة فحص العدسة وقاع العين دوريا للتأكد من سلامة البصر، حيث إنه كلما أبكرنا في التشخيص جنبنا العين المضاعفات، فارتفاع نسبة السكر في الدم يضر بالشعيرات الدموية في أعـضـاء الجـسـم كـافـة، وخصـوصا شبـكية العين، وهذا يؤدي إذن إلى اعـتـلال الـشبـكة ويزيد معدل الإصابة بمرض الشبكية مع طـول فـتـرة السـكـري . وفي المراحل المتقدمة من اعتلال الشبكية تنمو أوعية دموية غير عادية وجديدة ضعيفة الجدار وسهلة النزف على سطح الشبكية، وهذه الأوعية الجديدة قد تؤدي إلى حدوث نزف متكرر على سطح الشبكية وداخل الجسم الزجاجي للعين، وتؤدي هذه المضاعفات في المراحل الأكثر تقدما إلى تليف الشبكية والجسم الزجاجي وانفصال الشبكية المعقد، ومن هنا فإن العوامل التي تزيد من شدة اعتلال الشبكية هي عدم ضبط مستوى السكر في الدم وارتفاع ضغط الدم وزيادة مدة الإصابة بداء السكري وظهور السكري في سن مبكرة والحمل. وأخـيرا.. أنصح جميع ضيوف الرحمن باستخدام النظارات الشمسية غير المقلدة عند التواجد في الميدان لحماية العين من أشعة الشمس، أيضا حماية العين عند رمي الجمرات، وعدم التردد في مراجعة أقرب مركز صحي عند الشعور بأي التهاب وحرقان في العين أو حساسية أو جفاف وخصوصا أن فيروس ( ادينو ) من الفيروسات التي قد تنتشر في الازدحام، حجا مبرورا وسعيا مشكورا. (*) استشاري طب وجراحة العيون.
