عندما اجتمع علماء الأمة ومفكروها في مكة المكرمة للمشاركة في ندوة الحج الكبرى، فإنهم يدركون ضرورة وجود «فقه الأولويات» في التخفيف على الحجاج، خاصة أن الحرمين الشريفين يشهدان حاليا توسعات كبرى من أجل راحة الحجاج. لذلك فإن أولئك العلماء عندما يدعون إلى التقليل من حج النافلة وترك الفرصة لمن أراد أن يؤدي الفريضة فإن ذلك من أبرز ما في «فقه الأولويات» من السماحة والإيثار للمسلم من أخيه المسلم. وإن انضباط ميزان الأولويات لدى المسلم في هذه الظروف الراهنة، أصبح ضرورة شرعية وحاجة حضارية لإعادة الميزان في كل الجوانب المادية والمعنوية والفكرية والاجتماعية، نظرا لاختلال الموازين الشرعية في حياة كثير من المسلمين اليوم بين ما يقدم من أحكام وما يؤخر، وبين المهم والأهم، وبين الفاضل والمفضول، وبين الصالح والأصلح، وتلك هي المفاهيم الإسلامية الراقية التي خرج بها المشاركون في ندوة «فقه الأولويات» من علماء الأمة ومفكريها. يبقى علينا كمسلمين أن ندرك أهمية الاستخدام الحقيقي لـ«فقه الأولويات» وخاصة في موسم الحج، وأن على العلماء تأصيل مفهوم الأولويات وبيان شروطه وضوابطه، وأهميته في العصر الحديث الذي تكاثرت فيه الواجبات، وازدحمت فيه المسؤوليات، وكثرت فيه أعداد الحجيج. عكاظ