تكافح السلطات تجارة التدليس، والغش، وتسميها السوق السوداء، لأنها من الممنوعات، الموضوعة على القائمة السوداء، ولم نكن نتصور يوماً أن البطاقات الإئتمانية، التي تعتبر سوقاً بيضاء، يمكن أن تصبح سوداء، فقد أمرت سلطة مراقبة التصرف المالي في بريطانيا بنوكا وشركات تصدر بطاقات ائتمان، بدفع غرامات ما يناهز ملياري دولار، لعدد من زبائنها بيعت لهم خدمات لم يكونوا بحاجة إليها، والقرار هو الأحدث في سلسلة عقوبات وصفقات تسوية فرضتها المحاكم على العاملين في هذه الصناعة، التي تكافح من أجل منع التلاعب بأسعار الفائدة، والالتفاف على لوائح مكافحة غسيل الأموال، وبيع الأفراد والشركات منتجات معقدة غير ملائمة لهم، أو لم يتم شرحها بكيفية واضحة. هنا تتسابق البنوك السعودية فيما بينها لتسويق البطاقات الائتمانية وخاصة خلال مواسم الإجازات والسفر، ولتعزيز حصتها السوقية في سوق البطاقات الائتمانية بأنواعها، تتبنى بنوكنا خططا تسويقية وترويجية طموحة تعمل على استقطاب أكبر شريحة ممكنة من العملاء، وبالذات من شريحة الأفراد، الذين تجدهم تلك البنوك الشريحة الأمثل لتسويق البطاقات عليهم باعتبارها الأوسع والأكبر عدداً، وتسوق البنوك البطاقات الائتمانية تحت ميزة الإعفاء من رسوم الإصدار لفترة محددة من الوقت، ولجوء البنوك كجزء من حملتها الترويجية والتسويقية للبطاقات إلى تقديم جوائز تشجيعية لمن يتقدم للحصول على البطاقة الائتمانية. ومما ساعد تلك البنوك على التوسع في بيع البطاقات الائتمانية، تمكين العميل من إجراء عمليات سحب نقدي في حالة الحاجة للنقد مقابل احتساب فوائد على المبلغ المستخدم من الحد الائتماني المسموح به للعميل حسب الاتفاقية مع البنك المصدر، وتشير الإحصائيات إلى أن هناك نمواً كبيراً في حجم قروض بطاقات الائتمان خلال العقد الماضي، حيث بلغت قيمة تلك القروض نحو 2.1 مليار ريال في عام 2000، وارتفعت لتصل العام الماضي إلى نحو 7.6 مليارات ريال، وبنسبة نمو تجاوزت 300%، ووصلت أعداد البطاقات المصدرة في السعودية نحو 2.5 مليون بطاقة. المزايا والتسويق الجائر حول بطاقات الائتمان من كونها أداة دفع ووفاء إلى أداة دين، وهنا يجب أن تتدخل ساما، مؤسسة النقد حتى لا يتحول سوق البطاقات الإئتمانية لسوق سوداء. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (100) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain