في الزمن القديم كان الآباء والأمهات والطلاب والطالبات يتسمرون بالقرب من «المذياع» الوسيلة الوحيدة، التي تتيح للجميع معرفة نتائج الاختبارات السنوية، حيث تقوم المدارس وقتها باختبار الطلاب والطالبات وبالذات في المراحل «السادس الابتدائي، الثالث المتوسط، الثالث ثانوي» من خلال لجان متخصصة، ومن ثم ترفع أوراق الاختبارات إلى وزارة المعارف وقتها للتصحيح وإعلان النتائج. وكان يستغرق ذلك وقتا طويلا، حيث يتم إرسال النتائج عبر البريد في بداياته من خلال وضع كل الأوراق في أكياس مثل أكياس الدقيق والأرز حاليا يطلق عليها «خيشة»، ومن ثم ترسل إلى الوزارة، ويستغرق وصولها عدة أيام أو أسابيع وبالذات للمدارس التي في مناطق نائية. ومن ثم تعلن النتائج عبر المذياع. وتجد الناس يجتمعون حول ذلك الجهاز لمعرفة نتائج أبنائهم باعتبار أن النتيجة تهم الطلاب واولياء الامور باعتبار ان الحصول على أي من الشهادات الثلاث يعد إنجازًا كبيرًا ويستطيع الحاصل على تلك الشهادة الحصول على وظيفة محترمة في أي قطاع من القطاعات.أما بقية المراحل فكانت تصحح أوراق الاختبارات بشكل عادي ويعرف الآباء والأمهات الذين لا يقرأون أو يكتبون النتائج من خلال رمز بسيط جدًا،فالمادة التي تلونت بـ «دائرة حمراء» تعني ان الطالب رسب في تلك المادة، وفي عهدنا الحاضر تحولت وزارة التعليم من العمل الورقي الى العمل»التقني» الذي يعد الأضخم من نوعه على مستوى نظيراتها في الدول العربية. حيث تم استبدال البريد العادي الذي كان يصل بعد اسابيع الى وجهته بالبريد الالكتروني الذي لايحتاج الا الى لمسة زر للوصول الى مبتغاه. مشروع «نور» الذي يعد من ابرز المشروعات التقنية في وزارة التربية شهد خلال عام واحد فقط أكثر من 21 مليار عملية، وحجم تبادل المعلومات من وإلى قاعدة بيانات النظام أكثر من 500 تيرابايت وعدد المستخدمين المتزامنين في ذروة عمل النظام أكثر من 250 ألف مستخدم فعال في نفس اللحظة وعدد المستخدمين المسجلين على النظام أكثر من 8 ملايين مستخدم. وهو نظام معلوماتي شامل للعملية التعليمية يشمل جميع المدارس التي تشرف عليها الوزارة. ويوفر الوظائف والخدمات المعلوماتية التي تخدم المدرسة ومكوناتها سواءٌ كان مباشرة في المدرسة أو في الجهات التي تخدم المدرسة مباشرة أو غير مباشرة، ويوفر نظام نور أكثر من 4000 وظيفة وخدمة إلكترونية لـ56 شريحة مختلفة من المستخدمين. من هذه الخدمات الإلكترونية 35 خدمة للمعلم و16 خدمة للطالب و20 خدمة لولي الأمر و91 خدمة لمدير المدرسة. هذا هو التحول الكبير في اعمال وزارة التربية التي استطاعت القفز على الحواجز والانتقال الى عصر التواصل الاجتماعي والتقنية الحديثة في كافة اعمالها مما وفر الكثير من الجهد والاموال لهذا القطاع الحيوي والمهم.واصبح ظهور النتائج ومنح الشهادات لايستغرق سوى ثوانٍ معدودة.