كشف مدير معرض الحرمين الشريفين محمد الجابري عن دراسات لعمل معرض متنقل للحرمين الشريفين يجوب جميع دول العالم؛ لإظهار مكانة الحرمين الشريفين لدى عموم المسلمين وغيرهم ولتحقيق رسالة دعوة الوسطية والحوار ونبذ كل أساليب العنف ونشر قيم التسامح من خلال عرض صور ومجسمات تراثية. وقال إن معرض عمارة الحرمين الشريفين بمكة سيشهد توسعة خلال الفترة المقبلة بما يحاكي مكانة الحرمين الشريفين، وتم الانتهاء من أربع أفكار تصميمية تم عرضها على الرئيس العام الأسبوع الماضى، وكان له بعض الملاحظات والإضافات يجري العمل عليها، وقال الجابرى إن إدارة المعرض بدأت بناء على توجيه الرئيس العام منح كل زائر للمعرض هدية قيمة تبقى ذكرى جميلة ونشرة دعوية وبالتالي تتحقق رسالة المعرض الثقافية والتوعوية، وكشف عن أن من أبرز القطع الأثرية القاعدة الحجرية التي كانت تحمل العمود داخل الكعبة المشرفة والتي يرجع تاريخها أيضا لعام ٦٥هـ. فإلي تفاصيل الحوار: *بداية كيف نشأت فكرة معرض عمارة الحرمين الشريفين؟ - نشأت فكرة المعرض من خلال ما شهده الحرمان الشريفان من توسعات على مر العهود الإسلامية والتي تركت لدى الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بعض الآثار والمقتنيات المعمارية والنقوش الكتابية فرأت الرئاسة أنه من المناسب توثيق ذلك عبر عرض بعض هذه المقتنيات في معرض خاص بها، وتم بناءً على ذلك الدراسات اللازمة، وتم ترميم واختيار القطع الأثرية والنقوش الكتابية من قبل فريق متخصص من الفنيين، مما ساعد على إتمام هذا المشروع الثقافي والحضاري، الذي أصبح من أبرز المعالم الحضارية والثقافية في العاصمة المقدسة مكة المكرمة والذي يحرص الكثير من الزوار من داخل المملكة وخارجها على زيارته والإطلاع على محتوياته. وجاء المعرض كتتويج وتوثيق لما يجده الحرمان الشريفان من رعاية واهتمام من المسلمين على مر العصور، وإيلائه النصيب الأوفر من البناء والتشييد، وفي هذا العهد الزاهر شهد كل من الحرمين الشريفين من الرقي والتنوع في الخدمات ما لم يشهداه في عصور التاريخ المتلاحقة لا سيما من الدعم غير المحدود الذي تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله واقتداءً لما يبذل منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله. *وماذا عن مستوى الحضور للمعرض؟ - سجل معرض عمارة الحرمين الشريفين حضورًا لافتًا على مستوى العرض والتوثيق في آن واحد وقد بلغ عدد الزوار اكثر من مليونين و300 الف زائروبات وجهة مهمة لزوار مكة المكرمة للاطلاع على تاريخ الحرمين الشريفين عبر المقتنيات والعناصر المعمارية والنقوش الكتابية المرتبطة بعمارة الحرمين الشريفين منذ عهد الخلافة الأموية وحتى العهد الزاهر الذي يشهد أكبر مراحل التطوير التي مر بها الحرمان الشريفان على مر الأصعدة. *ومِمَّ يتكون المعرض؟ - يتكون المعرض من سبع قاعات الأولى للاستقبال وبها مجسم المسجد الحرام وصور قديمة وحديثة للحرمين الشريفين، والثانية تعرف بقاعة المسجد الحرام ويتوسطها سلم الكعبة المشرفة الذي يعد من أهم التحف المعروضة ويعود تاريخه إلى عام ١٢٤٠هـ، وثالث هذه القاعات قاعة الكعبة المشرفة وتختص بعرض متعلقات الكعبة المشرفة ويشمل ذلك نماذج من الكسوة عبر التاريخ إضافة إلى مقتنيات الكعبة المشرفة ومنها باب الكعبة المشرفة وأحد أهم أعمدة الكعبة الذي يعد أهم القطع الأثرية الموجودة في المعرض، يليها بالترتيب قاعة الصور الفوتوغرافية وقاعة المسجد النبوي وقاعة زمزم. ويلمس الزائر للمعرض تنوع المعروضات من مصاحف ومخطوطات ثمينة وقطع أثرية ونقوش كتابية وصور نادرة ومجسمات معمارية، إضافة إلى مجموعة من القطع الأثرية والمعمارية والصور الفوتوغرافية القديمة والحديثة للحرمين الشريفين. *وما أهم القطع الأثرية الموجودة بالمعرض؟ - أهم القطع الأثرية الموجودة في المعرض حسب تسلسل القاعات مجسم حديث للمسجد الحرام في وسط قاعة الاستقبال وبعض الصور القديمة للحرمين الشريفين. يليها في ذلك قاعة المسجد الحرام والتي تحوي على بعض الزخارف والنقوش الحجرية والرأس النحاسي لمنبر الخطيب والمؤرخ في القرن العاشر الهجري بالإضافة إلى سلم الكعبة المشرفة المصنوع من خشب الساج المؤرخ في عام ١٢٤٠هـ، والمقصورة التي كانت تغطي مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام قبل استبدالها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبالعزيز رحمه الله، وعدد من أهلة المنائر التي يعود تاريخها إلى ١٢٩٩هـ. فيما حوت قاعة الكعبة المشرفة على ميزاب الكعبة المشرفة المصنوع من الخشب والمصفح من الخارج بالذهب والمبطن من الداخل بالرصاص ويعود تاريخه إلى عام ١٢٠١هـ، وعمود من خشب الساج من أعمدة الكعبة المشرفة يعود تاريخه لعمارة عبدالله بن الزبير رضي الله عنه للكعبة المشرفة عام ٦٥هـ، وصندوق من الخشب كان داخل الكعبة المشرفة يعود تاريخه لعام ١٢٧٧هـ، وقفل ومفتاح الكعبة المشرفة مؤرخ في عام ١٣٠٩هـ، وباب الكعبة المشرفة الذي أمر بصنعه جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود ــ طيب الله ثراه ــ عام ١٣٦٣هـ، وإطار للحجر الأسود يعود تاريخه لما قبل الدولة السعودية الأولى. وتحتوي قاعة الصور الفوتوغرافية على مجموعة من الصور النادرة لمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة يعود تاريخها لعام ١٢٩٨هـ، والتي أهداها للمعرض صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله. في حين تحتوي قاعة المخطوطات على مجموعة من المصاحف والمخطوطات المصورة النادرة من مكتبتي الحرمين الشريفين، ونسخة مصورة من المصحف العثماني الذي كتب في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه. أما قاعة المسجد النبوي فتضم بابًا من الأبواب الرئيسة للمسجد النبوي يعود تاريخه للتوسعة السعودية الأولى عام ١٣٧٣هـ، وهلال المئذنة الرئيسة في المسجد النبوي يعود تاريخه لأوائل القرن الرابع عشر، وساعة قديمة يعود تاريخها لعام ١٢٧٧هـ. وتضم قاعة بئر زمزم رقبة بئر زمزم بطوقها وغطائها وبكرة لرفع ماء زمزم يعود تاريخها لأواخر القرن الرابع عشر، وسطلاً من النحاس مؤرخًا عام ١٢٩٩هـ، كان موجودًا في بئر زمزم، ومزولة شمسية لتحديد أوقات الصلوات قبل طباعة ونشر التقويم الهجري كانت على سطح مبنى بئر زمزم مؤرخة في عام ١٠٢٣هــ، وساعة أمر بشرائها جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه. *وماذا عن الجديد لدى معرض عمارة الحرمين الشريفين؟ - تم توجيه الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس بضرورة توسعة المعرض بما يحاكي مكانة الحرمين الشريفين، وتم ولله الحمد الانتهاء من أربع أفكار تصميمية تم عرضها على معاليه وكان له بعض الملاحظات والإضافات يجري العمل عليها، كما لتوجيهه حفظه الله بأن يحصل كل زائر للمعرض على هدية قيمة كذكرى جميلة ونشرة دعوية وبالتالي تتحقق رسالة المعرض الثقافية والتوعوية. *هل لمعرض عمارة الحرمين الشريفين مشاركات خارجية؟ - نعمل حاليًا على فكرة عمل معرض متنقل لجميع دول العالم لإظهار مكانة الحرمين الشريفين لدى عموم المسلمين ولتحقيق رسالة دعوية صادقة من خلال عرض صور ومجسمات تحكي تطور عمارة الحرمين الشريفين، كما يتم من خلال هذه المعارض إبراز جهود الدولة أيدها الله في توسعة الحرمين الشريفين وعمارتهما.