لم يكن السعودي يوماً سمساراً محترفاً، ولم يكن يعقد الصفقات، ولا يمارس دور الوسيط في عمليات البيع الكبيرة، بل كان مستهدفاً طيلة العقود الماضية كمستهلك أساسي، فلم تنمو لديه مهارات العمل كبائع محترف أو كوسيط قادر على عقد الصفقات في ظل هيمنة الوافدين على أغلب المهن في البلاد، إلا أن السعودة المفروضة على القطاع العقاري أفرزت تجربة مكنت السعوديين من القيام بدور الوساطة مدفوعين بعمولات مجزية جعلت كثيراً من الشباب الطموحين يمتهنون خدمة الوساطة العقارية، سعياً وراء تحسين مداخيلهم من خلال عمولات مجزية جراء الصفقات التي يبرمونها. وعلى الرغم من عدم نضج التجربة، وصعوبتها بالنسبة للشباب والشركات في آن، حيث لا يمتلك الشباب الخبرة الكافية، ولم توفر لهم برامج تدريب محترفة تمكنهم من فهم أساليب البيع الصحيحة، ما يجعل الخيارات أمام الشركات ضئيلة من خلال قلة البائعين الذين يملكون لغة البيع بالفطرة،إلا أن مبادرات أطلقتها بعض الشركات العقارية الكبرى تمثلت في تولي تدريب الشباب الجادين الراغبين في اقتحام مجال المبيعات في القطاع العقاري في خطوة من شأنها أن تفرز بائعين مدربين وقادرين على عقد كثير من الصفقات العقارية الكبيرة. ويؤكد ناصر قشعان القحطاني الخبير في مجال العقار- أن القطاع العقاري في المملكة قطاع كبير وقادر على أن يستوعب أعداداً كبيرة من الشباب، مشيراً إلى أن بيئة العمل في الشركات العقارية تساعد على التميز والإنتاج. وبين القحطاني أن العمل في مجال المبيعات في القطاع العقاري يتيح لكثير من الشباب الحصول على مصدر دخل مرتفع من خلال راتب وعمولات ومميزات تمنحها الشركات العقارية لرجال المبيعات الذين يعقدون الصفقات ويتممون عمليات البيع حسب الخطط التسويقية للشركات التي يعملون بها.وأشار ناصر القحطاني إلى أن مهنة المبيعات وخاصة في مجال العقار هي مهنة تحدٍ وإثبات جدارة لمن يعشقون النجاح وتحقيق الإنجاز، وهي مهنة انخرط بها عدد من السعوديين في الشركات العقارية الكبرى. لكنه أكد أن هناك نقصاً في الكوادر الوطنية المؤهلة لهذه المهنة في القطاع العقاري حيث لا تزال تلك الكوادر قليلة للعمل في هذا المجال مقارنة بالفرص الكبيرة التي يوفرها القطاع واستثماراته الضخمة. وقال: لقد شرعنا مؤخراً في إقامة دورات تدريب داخلية لتأهيل رجال مبيعات قادرين على عقد الصفقات، مؤهلين ومدربين على البيع في مجال العقار الذي يعج بالفرص الوظيفية والصفقات الكبيرة، الأمر الذي سيتيح الفرصة للشباب الطموح والجاد والذي يعمل على تحقيق ذاته من خلال عمل يتصف بالمهنية والإنجاز، ونحن نعمل على إعدادهم جيداً ليصبحوا من قادة أعمال المستقبل في هذا القطاع. ودعا القحطاني الشباب إلى استغلال الفرص الكبيرة التي يوفرها القطاع العقاري، مبيناً أن أبرز الصفات التي يجب أن تتوفر فيمن يريد العمل بهذا القطاع هو تقبل العمل الميداني، والإصرار والطموح ورح التحدي نحو تحقيق الإنجاز.