دشَّن خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، مرحلةً جديدة في تاريخ المملكة العربية السعودية؛ بإصدار (34) أمراً ملكياً تصبُّ في مسارين متوازيين؛ أحدهما لتحديث هيكلة الحكومة إدارياً، والآخر لتلبية الاحتياجات الاجتماعية، والمتطلبات التنموية، في أعظم عملية إعادة تحديثٍ للدولة في عصرها الحالي. ومما يميز الأوامر الملكية التي صدرت، عوامل التوقيت والمساحة والهدف؛ حيث جاءت في وقتٍ قياسي وحاسم، في إشارة واضحة لعدم التراخي والإهمال تحت أي مسوغ، وتأكيداً لأهمية الوقت في مسيرة التنمية ونهضة الوطن، كما أنها تميزت بالشمول لمعظم القطاعات والمؤسسات الحيوية والمهمة إدارياً وتنموياً، وبالإضافة إلى كل ذلك فقد انتهجت مبدأ الدمج وحتى الإلغاء في تنظيم بعض القطاعات والهيئات؛ في إلماحٍ وتأكيد لكبح جماح البيروقراطية، ورفع مستوى الأداء والتنسيق بين كل القطاعات الحكومية. وتماهياً مع هذه النقلة النوعية على صعيد التغيير والتطوير؛ فإن المواطنين يأملون من أصحاب المعالي «الوزراء» وخصوصاً من انضم منهم حديثاً لتشكيلة الحكومة، أن يكونوا على قدر الثقة الملكية السامية، التي وضعتهم في موقع الأمانة والمسؤولية لتحقيق رؤى الملك -حفظه الله- لإكمال مسيرة الإنجاز والإصلاح، ولتلبية آمال وتطلعات المواطنين، الذين هم حجر الزاوية لكل تلك الأوامر الكريمة، حيث إن خدمة المواطنين وتحقيق احتياجاتهم، هي المقياس الحقيقي لنجاح كل وزارةٍ ووزير..! أيها الوزراء الكرام؛ ليكن قدوتكم مليكنا الكريم؛ الذي ضرب مثالاً رائعاً للتواصل والقرب من المواطنين، فيخاطبهم في «تويتر» تقديراً وحباً، وتأكيداً على منهج الدولة متمثلاً في قيادتها الغالية، ولتضعوا نصب أعينكم أنّ مناصبكم للتكليف قبل التشريف، وأن أهم معايير العهد الجديد الكفاءة والجودة، ولتعلموا أن العبرة بالأداء الجيد والإتقان، وسيحاسبكم الملك والشعب والوطن على أي تهاونٍ وتقصير، وكلنا ننتظر منكم الإنجازات لا التصريحات..! ختاماً: يا ديرة المجد عهدك زاهرٍ كله وشعبك محبتك.. دمّه في شرايينه الله يرحم فقيد الطيب «عبدالله» والله يحفظ لنا «سلمان» ويعينه