•• يقول صديقي الذي لا يعجبه العجب، ولا حتى الصيام في رجب.. يقول بأن وسائل الاتصالات التي دخلت حياتنا كتويتر والفيس بوك أشبعت حب الظهور عند من يعشق هذا الظهور خصوصاً أولئك المعجبين بصورهم فتراهم يضعون صورهم بكل مقاساتها وأعمارها على هذه المواقع المرتبطة بهم. فقلت له: وماذا في هذا العمل. إنه من حق أي واحد أن يعجب بصورته، ويضعها بالكيفية التي ترضيه؟ الا تذكره بالشباب وبالذي مضى؟. قال: هذا كلامك صحيح، لكن ذلك يكشف عن انانية في حب الذات لديهم، بل هي النرجسية، وهو تصديق لحكاية “نرجس” ذاك الذي شاهد صورته على صفحة – الماء – فاعجب بها، وراح يغرس نظره في صفحة الماء متابعة حركته عليها الى ان توفاه الله حيث لم يغادر مكانه أمام صفحة الماء. قلت: أراك محمل القصة فوق ما تحتمل فكل إنسان – حر – في التعبير عن مكنون نفسه بالشكل الذي يرضيه؟ قال: نعم لكن إلا ترى أن في ذلك خروج عن قواعد وضوابط – التواضع – الذي لابد أن يتحلى به الإنسان .. ان خوفي ان يزداد هذا الاعجاب بصورهم، وبذواتهم فيدخلون في دائرة الغرور، وهو الداء القاتل لنفسية الإنسان.. ان ما أقوله هو محبة فيهم لا أكثر ، ولا أقل. قلت له وأنا أبسط الأمر عنده: ما عليك إذا لم يعجبك تصرفهم لا تمر على صفحاتهم فدعهم ، وما يمارسون ألم يقل من زمان جداً:دع الخلق للخالق.