يعاني الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي من سياسة الإهمال الطبي من جانب إدارة السجون. وبعد خروج بعضهم من الأسر، تبدأ معاناة أخرى في طلب العلاج الذي تتكفل بنفقاته السلطة الفلسطينية. وحسب إحصاءات فلسطينية، فإن نحو ستمائة أسير فلسطيني يعانون أمراضا داخل السجن، بينهم 160 يعانون أمراضا مزمنة. جعفر عوض أحد الأسرى الفلسطينيين الذين تدهورت أحوالهم الصحية في الأسر، وقد أفرجت عنه سلطات الاحتلال في الآونة الأخيرة، وتركتهمصابا بالتهاب رئوي حاد وخلل في الجهاز العصبي والعضلات. وقال إبراهيم والد جعفرعوض للجزيرة إن ابنه أبلغه بأن ضابطا إسرائيليا حقنه بإبرة سامة في سجن "إيشل"، وإن الأمراض صارت تتعاقب عليه منذ ذلك الحين. ورفضت المستشفيات الإسرائيلية استقبال جعفر أو علاجه بعد خروجه من السجن. محمد التاج أسير محرر آخر أمضى 13 عاما في سجون الاحتلال, حيث أصيب بتليف في رئتيه بنسبة 80%. وبعد الإفراج عنهتفاقمت حالته أثناء انتظار العلاج على مدى عامين، ليصبح التليف كاملا. وقبل أيام قليلة فقط، تم تحويل محمد التاجإلى مستشفى إسرائيلي لزراعة الرئة بتكلفة مليون دولار. وقال أمجد النجار من نادي الأسير الفلسطيني إن المفروض على وزارة الصحة الفلسطينية في حالة أي أسير مريض "أن تشكل لجنة طبية تأتي وتعاين وتعالج وتتابع وتعرف أين يمكن نقل هذا الأسير للعلاج، لا أن يحدث ما حدث مع قضية العشرات من الأسرى". من جهته قال مدير العلاقات العامة في وزارة الصحة عمر نصرإنه لا يرى تقصيرا في الأمر، لكن المسألة تتطلب تنسيقا مع الجانب الإسرائيلي. وقد بلغ عدد الوفيات بين الأسرى المحررين 27 حالة، إذ ترفض إسرائيل الإفراج عن مئات الأسرى إلا بعد تدهور أوضاعهم الصحية.