هون عليك.. ما هذه الـ ترتاح أسفل مقلتيك؟.. هون عليك.. أدري بأنك مغرم بنجاتنا، ونسيت ما يقوس عليك.. هون عليك.. فالليل إن طالت بنا سوءاته؛ لذنا بمشرق وجنيتك.. والدهر إذ ما استاء، كشر؛ في ابتسامتك انتفاضتنا إليك.. هون عليك.. فلئن سعلت كأنما أذنت فينا للصلاة، قمنا توضأنا بحبك مرتين.. ــ الماء في شرع اليدين إلى حدود المرفقين.. والحب في شرع الفؤاد من الأذين إلى البطين.. نحيي نداء الله في قسمات وجهك، في يديك.. ــ الله؛ ما أغلى ارتعاشهما، وجلدهما المجعد بالحلال. هون عليك.. ما زلت أحفظ سورة العصر التي قرأتنا؛ «والعصر».. وتتيه سحنتك الخشوع مع القسم، تخشى؛ لأن جوابه: «في خسر» .. حتى يقول الله: «إلا»؛ تستفيق، ترجو بفألك أن تكون من «الذين»، ويجيء صوتك ماسحا قلبي؛ تقول: «الصبر».. هون عليك.. فأنا صغيرك لست أقوى إن بكيت.. أنا إن بكيت ضعفت، ضعت بفرط خوفي وانحنيت.. أنا إن أركن لكل حضن دون حضنك ما احتميت.. أنا طفلك الـ ما زلت أحبو؛ من شبابك ما اكتفيت.. أنا إن مشيت هرمت بي، امنيتني للباقيات، واخترت مقعدك الوفير من الوهن. هون عليك.. الشمس؛ تعلم أن سمرتك ابتداع شقائها.. والأرض، تذكر قسمة الأقدام من رمضائها.. والدرب لا ينسى المسير. ولعمر شيبتك الهزيلة والهرم، ولعمر ضعفك والسقم؛ لا تهمل الأعمال في شرع القلم. هون عليك.. وابسط إلى كرم المشيئة راحتيك.. الله يسكن في انكسار بنيك، في لذع الحروف على صلاة خليلتيك.. ولسوف حزنئذ سيسبغ ما تبث له عليك..