عندما يتحول الإنجاز إلى الاحتفال بحكم رابع في النهائي الآسيوي فهذا يعني أننا وصلنا إلى "أرذل العمر" الرياضي. ميزانية ضخمة ولاعبون يصنفون أنهم من فئة النجوم ودوري مصنف أنه الأفضل آسيويا وفي الأخير تكون المحصلة احتفال بحكم رابع لم تطأ قدماه أرض الملعب. لست ضد تكريم المرداسي وزميليه لأنهم يستحقون الدعم ولكن اعتراضي واحتجاجي وحزني أن نختزل إنجازنا الرياضي في حكم رابع. عجلة الرياضة تدور إلى الوراء. بوادر التحسن أشبه بمريض أعياه المرض وأصبح ينتظر رصاصة الرحمة ومع ذلك لا نزال نتحدث عن الأسماء ونتجاهل الأسباب. منذ عشر سنوات وأكثر ونحن نختزل مشاكلنا في الأسماء هذا رحل وهذا أتى وذلك أفضل من هذا وهذا لا يناسب وهكذا. كل حديثنا عن أسماء ولم نتحدث عن الأسباب التي جعلت المنتخب الذي كان يوما ما كبير آسيا مجرد رقم متأخر في الطابور. الحديث عن خطط وبرامج أصبح للاستهلاك المحلي لترضية المشجع المسكين الذي لم يعد يجد في منتخب بلاده ما يجعله يفتخر به لذلك تحولت بوصلة البحث باتجاه الأندية ولم يعد اللون الأخضر مصدر جذب أو مدعاة للفرح. من قتل المنتخب ومن الذي ساهم في دفنه؟، ومن استقبل العزاء فيه ومن الذي يستحق المواساة هل هو المسؤول أم الإعلامي أم المشجع؟ أم جميعهم شركاء في قتل مشروع رياضي سعودي بدأ في عام 1984 وانتهى في 2006؟، وبعدها تحول الأخضر إلى لون باهت وصوت خافت ورقم متأخر وورقة صغيرة تتنقل بين "جيوب" من تناوبوا على إدارته دون أن يخرجها أحد ويقرأ بعض تفاصيلها للعامة الذين انتظروا أن يحتفلوا بمنتخبهم القادم من أستراليا في الساحات والشوارع ليجدوا أن الاحتفال خصص لحكم رابع في غرفة صغيرة كان هو العنوان الكبير لواقعنا الجديد. فاصلة. ـ عندما لاتعرف أين هي المشكلة طبيعي جداً ألّا تعثر على الحل.