×
محافظة الرياض

توثيق البطولات تطالب المؤسسات والأندية بالوثائق وتدرس المعايير الاوروبية

صورة الخبر

نشرت صحيفة «الوئام الإلكترونية» تقريرا يكشف عن مخطط شارك فيه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح مع جماعة الحوثي لتضليل وإرباك المملكة العربية السعودية. وحظي التقرير باهتمام واضح، وأعادت نشره وسائل إعلام عربية ويمنية مهمة، وأصبح جزءا من النقاش الدائر عن تطورات الأحداث في اليمن. في الإطار العام يمكن تسجيل التقرير وما أحدثه من ردود فعل، واهتمام إعلامي وسياسي، كـ«إنجاز صحافي مهم» لصحيفة «الوئام»، مع أنني كصحافي وأكاديمي، لا أتحمس كثيرا لنوعية التقارير الصحافية التي تعتمد على (مصادر مجهولة) حتى وإن سمتها موثوقة أو مقربة، وهذا ربما أبرز نقاط الضعف في تقرير «الوئام». ومع ذلك فإن ورود أسماء محددة في التقرير قد عزز مصداقيته ووزنه الصحافي، خصوصا أنه لم يصدر عن تلك الأسماء أي تفنيد أو نفي لما ورد في التقرير حتى الآن – حد علمي -. منطقيا لا يستبعد قيام تحالف «صالح – الحوثي» بالتخطيط لإجراءات واتصالات من قبيل ما ورد في التقرير، لكن ليس من السهل تضليل دولة بحجم المملكة العربية السعودية في ملف هي أكثر المعنيين متابعة له منذ سنوات طويلة. وفي تصوري أن التضليل الأكثر خطورة ليس مصدره اليمن، وإنما الجانب الأميركي الذي يمكن أن يتوصل إلى تفاهمات مع إيران في أي لحظة، بشأن الملف اليمني، يضمن له مواجهة «القاعدة» من طرف عسكري قوي كالحوثيين، بعد أن فشل الجيش النظامي في دحر التهديد القاعدي بشكل حاسم، ويوهم الدول الخليجية أن ذلك ينهك الحوثيين ومن خلفهم إيران. كان الأميركان قبل سنوات قليلة يسلمون العراق لإيران، ويوهمون العرب أن الأخيرة ستغرق في المستنقع العراقي، وأن كل ما عليهم هو (سياسة النأي بالنفس) حتى تقع إيران في شر أعمالها، واليوم يتكرر السيناريو بعنوان مشابه «اتركوا الإيرانيين يقعون في الفخ اليمني»، في حين أن اليمن وجيرانها المباشرين هم من سيقع في الفخ، ومن سيدفع فاتورة الاحتراب الأهلي وانهيار الدولة. تقدم الحوثي الأخير واجتياحه لصنعاء متحالفا مع المنظومة العسكرية التي لا تزال موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، لم يكن ليتم بسلاسة كبيرة دون ضوء أميركي أخضر. وما ينبغي أن يدركه المهتمون بالشأن اليمني، أن الدفع بالحوثي إلى الواجهة لضرب «القاعدة» وصفة مدمرة، ستستفيد منها «القاعدة» أكثر من غيره، وستوفر له غطاء مذهبي للصراع، كما أن غض الطرف منذ وقت مبكر عن التوسع العسكري لميليشيا الحوثي، واستهداف مكونات اجتماعية وأطراف سياسية منافسه له، ومحاولة جرها قسرا لمربع الصراع المسلح، كل ذلك ينتصر و(انتصر بالفعل) لخيار الميليشيا والجماعات المسلحة، في وجه الدولة اليمنية الهشة. إن إجراءات عاجلة لدعم صيغة جديدة للمبادرة الخليجية بعد اتفاقية السلم والشراكة الوطنية، قد يضمن عدم انزلاق اليمن إلى الحرب الأهلية، خصوصا إذا نجحت المملكة في إيجاد صوت خليجي موحد، والتنسيق في ذلك مع الولايات المتحدة وبريطانيا. أما على الصعيد الداخلي، فيبدو أن جماعة الحوثي لن تجنح إلى ممارسة العمل السياسي السلمي، وتقتنع فعلا بأهمية الشراكة الوطنية إلا إذا تم كسر غرورها العسكري، وهذا ما بدأت ملامحه تحدث في رداع والبيضاء ومحافظات تعز وإب والحديدة التي تمثل المخزن البشري الأكبر في اليمن. كاتب وأكاديمي يمني رابط الخبر بصحيفة الوئام: تضليل عنوانه «إيران في الفخ اليمني»!