فيما تنفس خريجو الدبلومات الصحية الصعداء بقرار ملكي يقضي بتعيينهم في المستشفيات الحكومية، توالت العقبات في طريقهم إذ جاءت المماطلة، والتسويف، وعدم التأهيل، وقلة الحاجة في مقدم هذه العقبات، حتى انتهى بهم المطاف إلى طلبات مباشرة وجهت إلى ثلاثة من الوزراء الذين تعاقبوا على حقيبة الوزارة خلال العام الماضي، إلا أن معاناة عدد من الخريجات في تخصصي القبالة والصيدلة استمرت لما يصل إلى 5 أعوام من دون حلول. وتشكل قضية خريجي الدبلومات الصحية، واحدة من أبرز القضايا العالقة في وزارة الصحة التي تواجه وزيرها الجديد أحمد الخطيب، خصوصاً مع بقاء هذا الملف مفتوحاً منذ أعوام. وتوضّح إحدى خريجات الصيدلة (تحتفظ «الحياة» باسمها)، أن غياب الشفافية في تعاطي مسؤولي الوزارة مع مطالب الخريجات أمر مقلق ومحيّر، لافتة إلى أن المسؤولين في الوزارة يتجاهلون مخاطباتهم المستمرة، ومؤكدة أن موضوع التوظيف يتنقل بين مكاتب مسؤولي الوزارة منذ ما يقارب خمسة أعوام من دون أن يتم اتخاذ أي إجراء بإنهائه. وتفيد أخرى بأن الوزارة قصرت التوظيف على الخريجين الذكور وتجاهلت الإناث، لافتة إلى عدم تطبيق الأمر الملكي بتعيين خريجي الدبلومات الصحية من دون تمييز بينهم، مشيرة إلى أنه على رغم الحاجة الكبيرة في مستشفيات الوزارة إلا أن خريجات العام 1432هـ لم يتم توظيفهن حتى الآن. من جهتها، تطالب خريجة تخصص القبالة (تحتفظ «الحياة» باسمها) بإحلال الخريجات في وظائف المتعاقدات من غير السعوديات، اللاتي يتم تعيينهن وتدريبهن على رأس العمل، وسط تجاهل لخريجات المعاهد الأهلية في السعودية، واللاتي حصلن على شهادة مزاولة المهنة من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية. وأشارت إلى أن وزارة الخدمة المدنية من خلال برنامج التوظيف «جدارة» لم توظف أياً من خريجات المعاهد الأهلية في التخصصات المشار إليها، على رغم النقص الكبير فيه - على حد وصفها - مضيفة أن التوظيف على بند التشغيل الذاتي في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة لا يتجاوز حالات معدودة كل عام. بدورها، حاولت «الحياة» التواصل مع المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني وأبدى تجاوبه، مؤكداً حرصه على الرد على الاستفسارات المتعلقة بالموضوع، بيد أنه بعد إرسالها لم تتلق «الحياة» أي رد حتى إعداد هذا الخبر. يذكر أن «الحياة» نشرت في كانون الثاني (يناير) الماضي مطالب لخريجات الدبلومات الصحية بالتوظيف وإحلالهن محل الأجانب في مستشفيات وزارة الصحة، وتلقت في حينها تعقيباً من المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني ذكر فيه أن إشغال وظائف الباب الأول وإحلال المواطنات على الوظائف يتم من طريق وزارة الخدمة المدنية، مبيناً وجود قوائم انتظار في بعض الوظائف.