إذا كان فأراً واحداً كفيل بإخراج سكان منزل مكتظ، حتى يتم القضاء عليه، فإن أكثر من 250 فأراً تسببت أمس في إخلاء مدرسة ابتدائية في محافظة القطيف، إذ تسبب انتشار عدد كبير من الفئران في المدرسة، في عزوف الطالبات عن الحضور. واتفقن على الغياب الجماعي بدءاً من الأسبوع المقبل في حال لم يتغير الوضع، وبقيت الفئران تعبث في مرافق المدرسة من دون أي رادع. وفوجئت معلمات المدرسة الابتدائية الأولى للبنات في تاروت، التي تضم نحو 400 طالبة، بينما يفوق الطاقم التعليمي والإداري فيها الـ50، باقتحام قطعان من الفئران مختلفة الأشكال والألوان غرفهن، «بل تعدى ذلك إلى اقتحامهم طاولاتنا وأغراضنا الشخصية»، مقدرات عددها بأكثر من 250 فأراً. فيما طالبت إدارة المدرسة مكتب التربية والتعليم في القطيف بإيجاد حلول لهذه المشكلة. إلا أن الأمر لم يتغير، ما دفع بمعظم طالبات المدرسة إلى التغيب أمس. وسردت إحدى المعلمات قصة انتشار الفئران في المدرسة، فيما تناقلها الأهالي عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وانتشرت مقاطع وصور توثق المشكلة، وقالت إحدى المعلمات: «إن إحدى زميلاتي دخلت غرفة، وما أن فتحت درج طاولتها وإذا بأحد الفئران يقفز أمامها، وخرج متسللاً من بين أغراض المعلمة، والكل في حال صراخ وفزع»، مضيفة: «خرجت المعلمات من ذلك المكان، وإذا بالأصوات تزداد وترتفع من الغرف الأخرى، بعد أن رأت المعلمات والطالبات بقايا الفئران في الأدراج، إنه أمر ليس بالهين أو السهل». وأضافت المعلمة: «إن المعلمات بدأن منذ الصباح الباكر يبحثن بين أغراضهن وأدراجهن، وإذا بالفئران تجري من كل صوب ومكان»، لافتة إلى أنه «ليس جرذاً واحداً، إنه غزو من عائلة متكاملة، إنها فئران متنوعة الحجم من جرذان وفئران صغيرة وكبيرة وضخمة ومخيفة في الشكل، واللون والجري والقفز». وأوضحت أن «الفئران والجرذان اقتحمت غرف المعلمات والتدبير، وكانت تصول وتجول داخل الأدراج، باحثة لها عن مأوى ومأكل، مخلفةً وراءها قاذوراتها في كل مكان. وكان أسبوع الإجازة فرصة لها لتتعرف على مقراتها في الغرف، وسط الهدوء والمأوى والمأكل المناسب من بقايا الطعام في الأدراج». وقالت معلمة أخرى: «لم نستطع الجلوس في غرفنا، وتجمعنا في غرفة صغيرة. فيما قام بعضنا برمي كامل أثاثه وأغراضه الخاصة»، مشيرة إلى أنهن قمن باستئجار عاملتين لتنظيف المدرسة، «إلا أننا اكتشفنا أثناء التنظيف أعداداً كبيرة من الفئران، وحاولنا تخفيف حدة خوف الطالبات عبر التعليقات البسيطة، مثل تشبيه الفئران بـ«ميكي ماوس»، إلا أن ذلك لم يفد مع حال الهلع والخوف التي أصاب الطالبات». وشاهدت المعلمات أمس الخميس «فأرة كبيرة تخرج من الطابق العلوي وكأنها خروف صغير، ما أرعبنا جميعاً، ودفعنا للخروج من المدرسة». وطالبت المعلمات بضرورة تدخل إدارة التربية والتعليم في المنطقة الشرقية، وإيجاد «حلول سريعة وناجعة». وتساءل محمد اليوسف (والد إحدى الطالبات) عن عقود إدارة الصيانة في «تربية الشرقية»، مشيراً إلى أن هذه المدرسة «أقدم مدرسة في جزيرة تاروت، وتعاني من الإهمال المستمر من دون إجراء صيانة، فضلاً على الفئران التي انتشرت بأعداد كبيرة خلال اليومين الماضيين». وذكر أنه طلب من ابنته «عدم الذهاب إلى المدرسة حتى تتمكن الإدارة من إيجاد حل، وخصوصاً أن بيئة المدرسة أصبحت بيئة غير مناسبة على الإطلاق». وحاولت «الحياة» الحصول على تعليق من المتحدث باسم إدارة التربية والتعليم في المنطقة الشرقية، إلا أنها لم تتلق أي رد حتى كتابة هذا الخبر.