أدق توصيف لتاريخ الملك عبدالله - تغمده الله برحمته - ما ذكره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حين قال: إن فقيد الأمتين العربية والاسلامية أمضى حياته مبتغيا طاعة ربه، وإعلاء دينه، ثم خدمة وطنه وشعبه، والدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية. ويتضح توصيف الملك سلمان بشكل جلي، حين الإمعان في تاريخ الفقيد الذي لم يألُ جهدا في بذل كافة الجهود لتنمية بلادنا على الصعيد الإنساني والاقتصادي والاجتماعي والعلمي. فمشاريع توسعة الحرمين المكي والنبوي، ومشاريع الاصلاح الاقتصادي ومشاريع تطوير القضاء، ومشروع تطوير التعليم وبرامج الابتعاث الطموح، كلها نتاج رؤيته - يرحمه الله - لما ينبغي أن تكون عليه بلادنا. كما أن ما أولاه الملك عبدالله - يرحمه الله - على صعيد القضايا العربية والإسلامية، من خلال دفاعه الدائم عن حقوق الأمة بمعزل تام عن موازين المصالح السياسية والاقتصادية الضيقة، وفي وقت شديد الصعوبة دليل على انه - يرحمه الله - عاش للحق ومن اجل تحقيقه. الملك عبدالله كان تاريخا في ذاته، مدرسة في مواقفه، ونبراسا في خطاه. رحم الله الملك عبدالله وجعل أعماله في سبيل وطنه وأمته في ميزان حسناته. ما عبر عنه أميرنا المحبوب سعود بن نايف بأن «محبة الجميع للملك عبدالله بن عبدالعزيز - يرحمه الله- نابعة من قلوب مخلصة نظير ما قدمه خدمة لدينه ثم وطنه، ولكن هذا قضاء الله وقدره، ونحن مؤمنون بقضاء الله وقدره» يعبر عن واقع علاقتنا الفريدة بالملك عبدالله، الذي أخلص لدينه ثم وطنه. الملك سلمان - حفظه الله - خير خلف لخير سلف. فهو السياسي المحنك، العارف والخبير بظواهر الأمور وخفاياها. وهو المهندس التنموي المخضرم الذي عاصر كافة مراحل التنمية في بلادنا منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز - يرحمه الله - الى وقتنا هذا، بكل ما مررنا به من دورات اقتصادية وظروف سياسية صعبة. كما ان الملك سلمان، وفقه الله، رجل العلم والمعرفة بلا منازع، كما انه، رعاه الله، اكبر داعم لنشر المعرفة والعلوم بكافة اشكالها وسبلها وتطوراتها. ويشهد التاريخ بعدالة الملك سلمان، والذي لا يقبل بأنصاف الحلول في كل ما يتعلق بنصرة المستضعف والمسكين والمظلوم مهما كانت قوة وجبروت المعتدي، فأمام عدل مليكنا تتحطم وتصغر كافة قوى القهر والظلم. مليكنا وفقه الله أسس مدرسة في الحكم، مستقلة في ذاتها، متفردة في طريقتها، قائمة على القوة والعزم والصلابة في تنفيذ كل ما يحقق العدل والمساواة بين ابناء الوطن بلا تفرقة بين أي كائن من كان. مدرسة تستمد قوتها من كتاب الله وسنة نبيه الكريم - صلى الله عليه وسلم -، وتتواكب مع كافة التطورات التقنية والعصرية وبما يسرع في تحقيق العدالة وإنصاف كل ذي حق. ان مليكنا المفدى سلمان بن عبدالعزيز - وفقه الله - رجل السلام حين تقدم الحقوق، ورجل الصلابة والحزم لحين اعطائها. كما انه - ايده الله - رجل التنمية والتطوير الاقتصادي والمعرفي والاجتماعي. ويشهد التاريخ له بذلك منذ توليه المسؤولية قبل اكثر من نصف قرن. فحفظه الله ورعاه وسدد خطاه. متخصص مصرفي ومالي