هل فكرت أن تركض وتركض إلى ما لا نهاية، أن تتنقل بين البلدان كافة، مع وجود شرطي ضخم الجثّة يتبعك ويريد إلقاء القبض عليك بأي ثمن (ويرافقه كلبه الشرس) بتهمة أنك... رسام غرافيتي. يصرخ الشرطي بوصفه أمين المحطة أيضاً، عند بداية لعبة «ساب واي سيرفَرز» Subway Surfers («المبحرون عبر أنفاق المترو»، عنوانها الإلكتروني subwaysurfersdownload.com). وتُذكّر صرخة الشرطي بصوت «شيخ الخفر» في الأفلام المصرية القديمة منادياً في ليل الصعيد «مين هناك»، مع فارق المكان والزمان، إذ يزجر الشرطي بصوته الجهوري رسام الغرافيتي الشاب الذي قرر أن يترك بصماته الفنية على جدران المدينة، فرسم لوحات ملوّنة على الجدران الباهتة والقطارات المعطلة في محطة القطار. وما تلبث المغامرة أن تبدأ عندما يهرب اللاعب ويلحق به الشرطي الضخم وكلبه، لكنهما سرعان ما يجدان أنهما يبتعدان كثيراً عن الشاب، فيعجزان عن الإمساك به إلا حين يصطدم بجدار أو قطار. «رحلة حول العالم» عام 2012، انطلقت لعبة «ساب واي سيرفَرز» التي تدور مغامراتها في أنفاق المترو وعلى سكك الحديد وبين القطارات. وطرحت نسخة جديدة منها مطلع عام 2013 تحت عنوان «رحلة حول العالم»، وتضمّنت أن تتنقل اللعبة من مدينة إلى أخرى بصورة مستمرّة. وحطّت رحالها أخيراً في ميامي، بعد أن مرت بطوكيو وسيدني وروما وريو دي جانيرو ونيويورك. وفي كل بلد، ترافق رسومات جذّابة مسار الركض المتواصل للاعب، كما أن الطابع العام للشوارع والأنفاق والقطارات وحتى الملابس تنسجم مع ملامح البلد الذي تحلّ فيه اللعبة في كل مرّة. ففي اليابان، نجد أضواء النيون الملوّنة تزيّن الشوارع. وفي البرازيل، تظهر ثياب الكرنفالات وشخصيات تتناسب مع رقصة السامبا. وفي إيطاليا، يبرز لوح التزلج الموشوم بكرة القدم. وفي ميامي، تستحضر أجواء البحر والشاطئ المديد وألوان الصيف المنعشة. وفي كل من هذه الأمكنة، تكون مهمة اللاعب الركض والفرار من الشرطة بأسرع ما يمكنه، قافزاً فوق الحواجز وأسطح القطارات أو زاحفاً تحت العوارض التي تعترض طريقه. ويتوجّب على اللاعب أن يركض في ممر مفتوح لكنه يتعرّج بين ثلاث ممرات مُشابهة، مع تجنّب الاصطدام بالعقبات التي تعترض طريقه وهي ربما تفقده حياته بمجرد أن تضعه في قبضة الشرطي وكلبه الشرس. وفي حال ملامسة إحدى هذه العقبات المُكوّنة من حواجز وقضبان حديد، يظهر الشرطي خلف اللاعب مباشرة مع كلبه مستعداً للانقضاض عليه عند الخطأ التالي. وبمجرد ارتطامه مرّة أخرى بأحد تلك الأشياء، يفقد اللاعب حياته فيحمله الشرطي بطريقة مضحكة من قدميه أو قميصه، أو يلقي به على كتفه. ويبدو أن لا نهاية ظاهرياً لممارسة لعبة «ساب واي سيرفَرز»، إذ لا يوجد حدّ معين لحياة اللاعب، بل يستطيع معاودة البدء كلما خسر، إضافة إلى كونه لا يفقد طاقته على اللعب، إلا عندما يغلب النعاس من يمارس هذه اللعبة أو تنتهي بطارية الجهاز الذي يستعمله، وهو أمر يحصل كثيراً بسبــب كثـــرة الرسوم والغرافيك في اللعبة. يمكن للاّعب اختيار الشخصية التي يريدها من بين 16 شخصية بعضها مجاني، والآخر يفرض دفع بدل مالي، كما يمكن الحصول على بعض الشخصيات عبر جمع الجوائز خلال مراحل اللعب المختلفة. كما أن هناك قرابة 20 نوعاً من ألواح التزلج، بعضها يُمنَح للاعب مجاناً عند بداية كل رحلة لأحد البلدان، ومن المستطاع شراء بعضها الآخر بنقود تُكتسب في اللعبة مع ملاحظة أن سعر الشخصية ربما فاق الـ80 ألف قطعة من نقود اللعبة. وسائل مساعدة متنوعة جذبت لعبة «ساب واي سيرفَرز» مجموعات كبيرة من اللاعبين، بسبب سهولتها أولاً. إذ لا تحتاج إلى دليل يوجه اللاعبين إلى قواعد معينة يتوجّب عليهم اتباعها إن هم أرادوا الفوز. في المقابل، تتضمن اللعبة تلميحات تظهر عند بداية كل جولة لعب، كأن يشار إلى أن الحصول على نقاط إضافية يكون بشراء عُلب الهدايا التي تحتوي مفاجآت كثيرة. ومبدأ اللعب بسيط، لا يزيد على الجري هرباً وتجنب الارتطام بالقطارات والجدران والأعمدة والحواجز، إضافة إلى جمع النقاط والعملات المعدنية وعلب الهدايا، بهدف الوصول إلى المراحل الأعلى في هذه اللعبة الشيّقة. وخلال مراحل اللعب المختلفة، من المستطاع الاستعانة بوسائل المساعدة التي تظهر على الطريق، كالحذاء القافز والطائرة النفاثة و«المغناطيس» والنجمة التي تضاعف الرصيد وغيرها. وتساعد هذه الوسائل في التغلب على صعوبات اللعبة ومراكمة النقاط. كما يمكن شراء وسائل مساعدة مختلفة كالمزلاج السريع والقبعة الطائرة وغيرها. وتتميّز «ساب واي سيرفَرز» أيضاً بألوانها الجذابة والغرافيك الشيّق ذي الجودة العالية، إضافة إلى رسومات ثلاثية الأبعاد تُمكّن من التحرّك إلى الأمام والأعلى والأسفل ويميناً ويساراً. ثغرات تجلب... الملل ربما يصح القول إن كثيرين ربما يستمتعون باللعب المتواصل الذي لا نهاية له، لأن البطل مهما تعرض لحوادث فإنه لا يتوقف عن اللعب، بل يعتبرون أن هذا المعطى هو من الميزات الإيجابية للعبة «ساب واي سيرفَرز». في المقابل، يرى آخرون أن هذا الملمح سبب لتكون لعبة مُملّة لا تنتهي بزمان أو مكان ما، خصوصاً أن مراحلها متشابهة، ويقتصر التطوّر فيها على الانتقال من بلد إلى آخر، إضافة إلى بعض الإضافات الشكلية. ومن الملاحظات الرائجة عن هذه اللعبة أنها تحتل حيّزاً رقميّاً كبيراً على ذاكرة الأجهزة الإلكترونية، كما تؤدي كثرة الغرافيك في استهلاك بطارية تلك الأجهزة بسرعة كبيرة. تجمع «ساب واي سيرفَرز» عدداً من عناصر ألعاب الركض الأخرى، خصوصاً لعبتي «جيت باك جوي رايد» Jetpack Joyride و «تمبل رَنّ» Temple Run. وتأخذ من «جيت باك جوي رايد» المهمات التي يتوجّب على اللاعب إنجازها لاجتياز مراحل اللعبة. وتتشابه «ساب واي سيرفَرز» مع «تمبل رَنّ» في الركض الثلاثي الأبعاد والتركيز على الرسومات الجذابة. وكذلك تشترك مع اللعبتين في مفهوم الركض إلى ما لا نهاية. حازت اللعبة شعبية كبيرة منذ إطلاقها في أيار (مايو) 2012. وفي مطلع أيار الفائت، احتفلت «ساب واي سيرفَرز» بمرور سنة على إطلاقها، مُسجلة 175 مليون تنزيل. وفي هذه الفترة، لُعِبَت «ساب واي سيرفَرز» 5.5 بليون مرة، وفق إحصاءات الشركتين اللتين صنعتها، وهما «كيلوو» Kiloo و«سيبو» Sybo. وبيّنت الشركتان أن «ساب واي سيرفَرز» استطاعت أن تكون ضمن أكثر 50 لعبة صاحبة الإيرادات الأعلى في «متجر آبل» Apple Store خلال الشهور التسعة الماضية، وأن 70 % من اللاعبين يواصلون اللعب لمدة 30 يوماً متواصلاً. وأشارت إحصاءات الشركتين أيضاً إلى وجود 26.5 مليون مستخدم للعبة يومياً. من المستطاع تحميل هذه اللعبة مجاناً من متاجر التطبيقات «آبليكاشينز» Applications كـ «متجر آبل» و«غوغل بلاي» Google Play وغيرهما. وكذلك من المستطاع ممارسة لعبة «ساب واي سيرفَرز» عبر نسخ مخصّصة لأجهزة «آي فون» iPhone و«آي بود» iPod و«آي باد» iPad، إضافة الى الأجهزة التي تعتمد تقنيّة «آندرويد» Android في تطبيقاتها. ويمكن لعب «ساب واي سيرفَرز» بصورة إفرادية، لكن المتعة تزداد عند ممارستها بالتنافس مع الأصدقاء على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تتطلب بعض المهمات الفوز على صديق لانتقال إلى المرحلة التالية.